×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 ﴿أَفَمِنۡ هَٰذَا ٱلۡحَدِيثِ تَعۡجَبُونَ [النجم: 59] أيها الكفار، وتجحدون أنه وحي من الله، وتقولون: إنه أساطير الأولين، إنه سِحر، إنه من قول البشر... إنه...!! هذا استنكار من الله عز وجل عليهم.

﴿وَتَضۡحَكُونَ وَلَا تَبۡكُونَ [النجم: 60] فالواجب أن يخشع الإنسان من ذكر الله ويبكي من هذا القرآن. أما أنه يضحك ويستنكر، فهذا غير لائق بهذا العبد الضعيف المسكين!

قال عز وجل: ﴿لَوۡ أَنزَلۡنَا هَٰذَا ٱلۡقُرۡءَانَ عَلَىٰ جَبَلٖ لَّرَأَيۡتَهُۥ خَٰشِعٗا مُّتَصَدِّعٗا مِّنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۚ وَتِلۡكَ ٱلۡأَمۡثَٰلُ نَضۡرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمۡ يَتَفَكَّرُونَ [الحشر: 21]؛ لأنه كلام الله عز وجل، وفيه هذه الزواجر وهذا الوعيد الشديد.

ومع هذا كثير من الناس لا يتأثر به، هذا من العجب؛ لأن قلبه قاسٍ، والعياذ بالله. قست القلوب حتى صارت أشد من الحجارة ﴿ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ [البقرة: 74]، أشد قسوة من الحجارة. فالذي لا يتأثر بهذا القرآن، فهذا يكون قد قسا قلبه، فصار أقسى من الحجارة.

﴿وَتَضۡحَكُونَ وَلَا تَبۡكُونَ ٦٠ وَأَنتُمۡ سَٰمِدُونَ ٦١ [النجم: 60- 61]، غافلون لاهون عن هذا القرآن، وكأنه ليس بين أيديكم.

﴿سَٰمِدُونَ والسمود هو: الغفلة واللهو والإعراض. أو من السمود الذي هو الغناء والطرب والموسيقى؛ هذا من السمود، عند العرب أن الغناء يسمى سمودًا. ولكن اللهو أعم، يَدخل فيه الغناء ويدخل فيه كل غفلة، والعياذ بالله ([1]).


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (27/ 82)، وزاد المسير (8/ 85)، وتفسير القرطبي (17/ 123). وانظر: مادة ((سمد)) في العين (7/ 235)، وتهذيب اللغة (12/ 262).