×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

وأيضًا: تقف على الماء ولا تغوص، مع ما فيها من الأحمال الثقيلة! فهذا من آيات الله سبحانه وتعالى ([1]).

﴿فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ أي: مُتذكِر ومتعظ ومعتبر. هذا تنبيه وحَثٌّ على التذكر والاعتبار، وأن لا يَجري ذكر هذه الحوادث عابرًا فقط بدون اعتبار.

فأنت حينما تقرأ القرآن وتقرأ التاريخ - يجب أن تعتبر وأن تخاف من الله، لا لمجرد الاطلاع والثقافة فقط، بل أهم من ذلك هو الاعتبار والاتعاظ.

﴿وَلَقَدۡ يَسَّرۡنَا ٱلۡقُرۡءَانَ لِلذِّكۡرِ فَهَلۡ مِن مُّدَّكِرٖ سَهَّل الله القرآن العظيم للحفظ وللتعلم وللتدبر وللعمل، فهو مُيسَّر لمن وفقه الله سبحانه وتعالى.

وهذا شيء واضح، تجد الطفل الصغير يحفظ القرآن، وتجد الأعجمي يحفظه. بينما لو تأمره بحفظ قصة أو حفظ أسطر من التاريخ لا يستطيع ذلك! هذا من تسهيل الله لهذا القرآن.

وكذلك تدبر القرآن سَهْل أيضًا؛ لأنه بلسان عربي مبين فصيح.

فحِفظه وتدبره والعمل به أيضًا كل ذلك مُيسَّر؛ لأن القرآن يَنْهَى عن التشدد، ويَنْهَى عن التساهل في العمل، بل يأمر بالوسط، فهو مُيسَّر.

وأيضًا: فيه الرُّخَص لمن يحتاج إلى الرُّخَص، ﴿وَإِذَا ضَرَبۡتُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَلَيۡسَ عَلَيۡكُمۡ جُنَاحٌ أَن تَقۡصُرُواْ مِنَ ٱلصَّلَوٰةِ [النساء: 101]، ﴿فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا [النساء: 43]، ففيه رُخَص عند الضرورة. فهو مُيسَّر للعمل، فليس فيه صعوبة! فهو مُيسَّر من كل الوجوه.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

***


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (27/ 95)، وزاد المسير (8/ 94)، وتفسير القرطبي (17/ 133).