×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

فقوله سبحانه وتعالى: ﴿ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ، أي: قَرُب وقت قيامها.

والساعة هي نهاية الدنيا وبداية الآخرة، ويحصل عندها أهوال عظيمة! قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيۡءٌ عَظِيمٞ [الحج: 1]، فهو يوم مهول، وقد أخفاه الله سبحانه وتعالى، فلم يُطْلِع عليه مَلَكًا مُقرَّبًا، ولا نبيًّا مرسلاً، فضلاً عن غيرهم.

وكان المشركون يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الساعة فيخبرهم أنه لا يدري عنها؛ لأن أمرها إلى الله سبحانه وتعالى، وليس للناس مصلحة في بيان وقتها، لو كان لهم مصلحة في ذلك لبَيَّنها الله سبحانه وتعالى.

فاستأثر سبحانه وتعالى بعلمها؛ ولهذا لما سأل جبريل عليه السلام نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم عنها، قال: «فَأَخْبِرْنِي عَنِ السَّاعَةِ». قَالَ: «مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنَ السَّائِلِ»، أي: أنا وأنت سواء لا نعلمها؛ لأن الله حَجَب ذلك عن عباده، واستأثر به سبحانه وتعالى. «قَالَ: فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا» ([1])، أما أمارات الساعة فقد ذكرها الله سبحانه وتعالى، وذَكَرها النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأجل أن يستعد الناس ويعتبروا.

قال سبحانه وتعالى: ﴿فَهَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّا ٱلسَّاعَةَ أي: ما ينتظرون إلاَّ قيام الساعة ﴿أَن تَأۡتِيَهُم بَغۡتَةٗۖ فَقَدۡ جَآءَ أَشۡرَاطُهَاۚ [محمد: 18]، أي: علاماتها الدالة على قربها. وفي مطلع هذه السورة أخبر سبحانه وتعالى عن قربها، فقال: ﴿ٱقۡتَرَبَتِ ٱلسَّاعَةُ، اقترب وقت أو زمان قيامها. كما قال سبحانه وتعالى: ﴿أَتَىٰٓ أَمۡرُ ٱللَّهِ فَلَا تَسۡتَعۡجِلُوهُۚ [النحل: 1]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿ٱقۡتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمۡ وَهُمۡ فِي غَفۡلَةٖ مُّعۡرِضُونَ [الأنبياء: 1]، فالساعة قريبة.


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (8).