وأول
أمارات الساعة: بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، فهو آخِر
الأنبياء، ولا يُبعث بعده نبي إلى أن تقوم الساعة؛ ولهذا قال صلى الله عليه وسلم: «بُعِثْتُ
أَنَا وَالسَّاعَةُ هَكَذَا - وَأَشَارَ بِأُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَةِ
وَالْوُسْطَى» ([1])،
فهو نبي الساعة، صلى الله عليه وسلم.
ومِن
أسمائه صلى الله عليه وسلم: الحاشر الذي يُحْشَر الناس على عقبه ([2])،
يعني: تأتي الساعة والحشر بعده صلى الله عليه وسلم.
﴿وَٱنشَقَّ ٱلۡقَمَرُ﴾ فمن علامات الساعة انشقاق القمر، وقد حصل وانشق، أي:
انفلق فلقتين، ورآه أهل مكة، وذلك معجزة للرسول صلى الله عليه وسلم، فكانت فلقة
منه على جبل أبي قُبيس، وفلقة له على جبل قُعيقعان المقابل له، وهم ينظرون إلى
ذلك، لكنهم كَذَّبوا بهذا، فقالوا: إنَّ محمدًا سَحَر أبصارنا، فاسألوا القادمين
من المسافرين، يتبين لكم هذا! فكان كل مَن قَدِم أخبرهم أنه رأى القمر قد انشق، فتبين
بذلك كذبهم ([3])،
وأن انشقاق القمر حقيقة لا سِحْر. والرسول صلى الله عليه وسلم وجميع الأنبياء
ليسوا سَحَرة، وإنما هم أنبياء الله الصادقون المصدوقون. يقول ابن كثير رحمه الله:
قد تواترت الأخبار والأحاديث في هذا، فلم يَبْقَ مجال للشك في وقوعه ([4]).
ومِن
المؤلفين مَن يحاول أن يقول: هذا عبارة عن ظهور الحق، الحق وبيانه واندحار الباطل.
وهذا الكلام باطل!!
ثم قال عز وجل: ﴿يَرَوۡاْ﴾ أي: كفار قريش ﴿يُعۡرِضُواْ﴾ لأنهم لا يريدون الحق.
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6503)، ومسلم رقم (2950).