والإنسان
إذا كان لا يريد الحق، فلن تستطيع أن تؤثر عليه؛ لأنه لا يريد الحق ويتبع هواه،
وهذا لا حيلة فيه، قال سبحانه وتعالى: ﴿قُلِ ٱنظُرُواْ مَاذَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ
وَمَا تُغۡنِي ٱلۡأٓيَٰتُ وَٱلنُّذُرُ عَن قَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ ١٠١فَهَلۡ يَنتَظِرُونَ إِلَّا مِثۡلَ أَيَّامِ ٱلَّذِينَ
خَلَوۡاْ مِن قَبۡلِهِمۡۚ قُلۡ فَٱنتَظِرُوٓاْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ ٱلۡمُنتَظِرِينَ
١٠٢﴾
[يونس: 101، 102].
فهم
لا يستفيدون من العبر، ولا من العظات، ولا من الأدلة والبراهين؛ لأنهم لا يريدون
الحق.
وهكذا
القلوب القاسية والقلوب التي لا تؤمن بآيات الله - تُفسِّر الأحداث بتفسيرات غريبة
بعيدة عن العقول!
فيفسرون
المعجزات بتفسيرات غريبة وأنها ليست بمعجزات.
ويفسرون
الحوادث بأنها لا تدل على عذاب ولا على غضب من الله سبحانه وتعالى، وإنما هي أمور
طبيعية! كالذي سمعتم من بعض الصحفيين لما حَدَث الحدث العظيم، وهو الزلزال الذي
هاجت منه البحار، وهلكت به أمم، يقولون: هذا أمر طبيعي! وأنكروا على مَن وَعَظ
الناس بمناسبة ذلك وقال: «إن ذلك بسبب الذنوب والكفر والمعاصي» أنكروا عليه
وجَهَّلوه.
وهذه
عادة مضطردة عند الذين قست قلوبهم، فلا تؤثر فيهم الآيات، ويلتمسون لها تفسيرًا
بعيدًا وغريبًا.
﴿وَيَقُولُواْ سِحۡرٞ مُّسۡتَمِرّٞ﴾ أي: استمروا على تكذيبهم للرسول صلى الله عليه وسلم، ولم تؤثر فيهم هذه الآية العظيمة، ﴿وَكَذَّبُواْ وَٱتَّبَعُوٓاْ أَهۡوَآءَهُمۡۚ وَكُلُّ أَمۡرٖ مُّسۡتَقِرّٞ﴾ [القمر: 3]، ولم يتبعوا الدليل والبرهان وينتفعوا من الآية، وإنما اتبعوا أهواءهم، ولم يبحثوا عن الحق. فهم فسروا هذا الحدث، بأنه سِحر مستمر، أي: قوي ([1]).
([1]) انظر: تفسير الطبري (27/ 88)، وزاد المسير (8/ 89)، وتفسير القرطبي (17/ 127).