×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 وراودوه عن ضيفه، يعني طلبوا منه أن يُخلي بينه وبينهم ليفعلوا بهم الفاحشة، وحاصروه وضايقوه، وهو يدافعهم، وأرادوا أن يكسروا الباب ويدخلوا عليهم!!

عند ذلك طمأنته الملائكة: ﴿قَالُواْ يَٰلُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَن يَصِلُوٓاْ إِلَيۡكَۖ فَأَسۡرِ بِأَهۡلِكَ بِقِطۡعٖ مِّنَ ٱلَّيۡلِ وَلَا يَلۡتَفِتۡ مِنكُمۡ أَحَدٌ إِلَّا ٱمۡرَأَتَكَۖ إِنَّهُۥ مُصِيبُهَا مَآ أَصَابَهُمۡۚ إِنَّ مَوۡعِدَهُمُ ٱلصُّبۡحُۚ أَلَيۡسَ ٱلصُّبۡحُ بِقَرِيبٖ [هود: 81]، فأخبروه بمهمتهم، وطمأنوه أنهم لن يصلوا إليه.

خرج عليهم جبريل عليه السلام، فضَرَبهم بطَرَف جناحه، فطَمَس الله أعينهم، وذهبت أبصارهم جميعًا في لحظة واحدة من أثر الضربة. وقيل: ﴿فَطَمَسۡنَآ أَعۡيُنَهُمۡ، يعني: أن الله أزال مكان أعينهم، حتى كأن لم يكن لهم أعين، والعياذ بالله.

﴿وَلَقَدۡ صَبَّحَهُم بُكۡرَةً، صَبَّحهم وقت الفجر. والغالب أن العذاب يأتي في وقت الصباح وفي أول النهار، ﴿عَذَابٞ مُّسۡتَقِرّٞ ﴿مُّسۡتَقِرّٞ أي: دائم لا يخرجون منه أبدًا ([1]).

﴿فَذُوقُواْ عَذَابِي وَنُذُرِ، وذلك بأن الله أَمَر جبريل عليه السلام، فرفع مدنهم على طَرَف جناحه، وهي سبع مدن ملأى بالناس، فحَمَلها على جناحه عليه السلام، إلى أن بَلَغ عَنان السماء، ثم قلبها عليهم، وأُتبعوا بحجارة من سجيل، أي: من النار، والعياذ بالله.

هذا وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

***


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (27/ 106)، وتفسير القرطبي (17/ 144)، وتفسير ابن كثير (4/ 267).