×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿كَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا كُلِّهَا، الله أعطى موسى آيات وبراهين تدل على صدقه، ﴿وَلَقَدۡ ءَاتَيۡنَا مُوسَىٰ تِسۡعَ ءَايَٰتِۢ بَيِّنَٰتٖۖ [الإسراء: 101]، منها العصا، واليد التي يُدخلها في جيبه ثم تخرج بيضاء من غير سوء، ومنها الآيات التي ذكرها الله في سورة الأعراف: ﴿وَلَقَدۡ أَخَذۡنَآ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقۡصٖ مِّنَ ٱلثَّمَرَٰتِ لَعَلَّهُمۡ يَذَّكَّرُونَ [الأعراف: 130]، ﴿فَأَرۡسَلۡنَا عَلَيۡهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلۡجَرَادَ وَٱلۡقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ ءَايَٰتٖ مُّفَصَّلَٰتٖ فَٱسۡتَكۡبَرُواْ وَكَانُواْ قَوۡمٗا مُّجۡرِمِينَ [الأعراف: 133].

﴿كَذَّبُواْ بِ‍َٔايَٰتِنَا كُلِّهَا التي مع موسى عليه السلام، بل كَذَّبوا الآيات التي مع الرسل الذين قبله، وقامت عليهم الحُجة، ووجب عليهم العذاب.

﴿فَأَخَذۡنَٰهُمۡ أَخۡذَ عَزِيزٖ مُّقۡتَدِرٍ، أَخَذهم الله بالغرق، لما انطبق عليهم البحر، فغرقوا جميعًا هم وفرعون الذي يقودهم - والعياذ بالله -، فصارت أجسادهم إلى الغرق، وأرواحهم إلى الحَرَق.

﴿أَخۡذَ عَزِيزٖ، وهو الله عز وجل. و«العزيز» معناه: القوي الذي لا يغلبه شيء، ﴿مُّقۡتَدِرٍ على كل شيء، لا يُعجزه شيء سبحانه وتعالى. فلم يُعجزوا الله عز وجل على قوتهم وجبروتهم وكثرتهم وثروتهم، لم يُعجزوا الله عز وجل، أهلكهم جميعًا في لحظة واحدة.

ثم إن الله عز وجل خاطب كفار قريش وغيرهم الذين كَذَّبوا محمدًا صلى الله عليه وسلم، فقال: ﴿أَكُفَّارُكُمۡ خَيۡرٞ مِّنۡ أُوْلَٰٓئِكُمۡ، أكفاركم يا معشر قريش ومَن تبعكم ممن كذبوا رسولنا محمدًا صلى الله عليه وسلم - خير من أولئكم؟ مِن هذه الأمم - قوم نوح، وعاد، وثمود، وقوم لوط، وفرعون -، أنتم خير منهم؟ وأقوى منهم؟ وأقدر منهم على النجاة من العذاب؟! لا، الأمر ليس كذلك، بل أنتم أضعف منهم.


الشرح