×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

لا حُجة لأحد، فقد بَعَث الله الرسل، وأقام الحجة على عباده، وبَيَّن لهم، حتى كأنهم يشاهدون يوم القيامة عِيانًا وما يَجري فيه، فلم يَبْقَ لهم حجة على الله سبحانه وتعالى.

ثم قال سبحانه وتعالى: ﴿يُرۡسَلُ عَلَيۡكُمَا شُوَاظٞ مِّن نَّارٖ وَنُحَاسٞ فَلَا تَنتَصِرَانِ [الرحمن: 35]، مَن حاول أن يَخرج من أقطار السماوات والأرض، فإنه لا يستطيع؛ لأنه يُرسَل عليه الشُّوَاظ، وهو: اللهب الخالص، من نار. ونُحَاسٌ، وهو: الدخان الذي لا لهب فيه، أو الدخان المختلط بشيء من اللهب. وقيل: المراد: النُّحَاس على حقيقته ([1])، وهو المَعْدِن، فهو يذاب يوم القيامة، ويُلْقَى على هؤلاء المجرمين؛ تعذيبًا لهم - والعياذ بالله -.

﴿فَلَا تَنتَصِرَان، على هذا الشُّوَاظ وعلى هذا النُّحَاس، بل يغلبكم ذلك وتقعون تحت وطأته، ولا يُفلت منكم أحد.

والحمد لله رب العالمين،

وصَلَّى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

***


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (23/ 45- 46)، وتفسير ابن كثير (7/ 459)، وتفسير القرطبي (17/ 171).