﴿بَيۡنَهُمَا
بَرۡزَخٞ لَّا يَبۡغِيَانِ﴾
[الرحمن: 20]، والبرزخ هو: الحاجز ([1])
الذي يحجز أحدهما عن الآخَر، فيَمنع اختلاط بعضهما ببعض، مع أنهما متجاوران، ولكن
من حكمة الله ولطفه أن وَضَع حاجزًا بين البحر العذب والبحر المالح لمصالح العباد.
وفي
الآية الأخرى: ﴿وَجَعَلَ
بَيۡنَهُمَا بَرۡزَخٗا وَحِجۡرٗا مَّحۡجُورٗا﴾
[الفرقان: 53].
فهذا
من آيات الله سبحانه وتعالى ولطفه بعباده، أنه عَزَل الماء العذب عن الماء المالح،
فبقي العذب عذبًا، وبقي المالح مالحًا، وفي كل منهما مصالح لعباده.
﴿لَّا يَبۡغِيَانِ﴾، لا يتجاوز أحدهما على الآخر. فالبغي معناه: التجاوز
والتعدي ([2])
فكل منهما له حدود لا يتجاوزها، فيختلط بالآخَر، مع أنهما في أرض واحدة، ولكن من
لطف الله عز وجل أن حَجَز بعضهما عن بعض.
ثم
قال عز وجل: ﴿فَبِأَيِّ
ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾،
أي: بأي نِعَم الله تكذبان أيها الثقلان؟! فهذا من نِعم الله، أنه أوجد البحرين،
وفاوت بينهما في الطعم، وحَجَز بينهما!
﴿يَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ وَٱلۡمَرۡجَانُ﴾، هذا من أعظم فوائد البحر المالح! ﴿يَخۡرُجُ مِنۡهُمَا ٱللُّؤۡلُؤُ﴾، أي: الدُّر الكبير ([3])، ﴿وَٱلۡمَرۡجَانُ﴾، أي: الدُّر الصغير ([4]).