فقال
سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا ٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ﴾،
أي: السماوات المبنية، بعد أن كانت قوية محكمة، فإنها تتشقق يوم القيامة؛ لأن هذا
الكون سيتغير بسمائه وأرضه، وأفلاكه وكواكبه - إلى عالمٍ آخَر، ﴿يَوۡمَ
تُبَدَّلُ ٱلۡأَرۡضُ غَيۡرَ ٱلۡأَرۡضِ وَٱلسَّمَٰوَٰتُۖ وَبَرَزُواْ لِلَّهِ ٱلۡوَٰحِدِ
ٱلۡقَهَّارِ﴾ [إبراهيم: 48].
وقد
ذَكَر الله سبحانه وتعالى تشقق السماوات في آيات كثيرة، قال سبحانه وتعالى: ﴿وَيَوۡمَ
تَشَقَّقُ ٱلسَّمَآءُ بِٱلۡغَمَٰمِ وَنُزِّلَ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ تَنزِيلًا﴾ [الفرقان: 25]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱنشَقَّتِ ٱلسَّمَآءُ
فَهِيَ يَوۡمَئِذٖ وَاهِيَةٞ ١٦ وَٱلۡمَلَكُ
عَلَىٰٓ أَرۡجَآئِهَاۚ وَيَحۡمِلُ عَرۡشَ رَبِّكَ فَوۡقَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ
ثَمَٰنِيَةٞ ١٧ يَوۡمَئِذٖ تُعۡرَضُونَ لَا تَخۡفَىٰ مِنكُمۡ
خَافِيَةٞ ١٨﴾ [الحاقة:
16- 18]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنفَطَرَتۡ ١ وَإِذَا ٱلۡكَوَاكِبُ
ٱنتَثَرَتۡ ٢ وَإِذَا ٱلۡبِحَارُ فُجِّرَتۡ ٣ وَإِذَا ٱلۡقُبُورُ بُعۡثِرَتۡ ٤﴾ [الانفطار: 1- 4]، وقال سبحانه وتعالى: ﴿إِذَا ٱلسَّمَآءُ
ٱنشَقَّتۡ ١ وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ ٢ وَإِذَا ٱلۡأَرۡضُ مُدَّتۡ ٣ وَأَلۡقَتۡ مَا
فِيهَا وَتَخَلَّتۡ ٤ وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا
وَحُقَّتۡ ٥﴾
[الانشقاق: 1- 5].
آيات
كثيرة تُذكِّر بهذا الحدث الهائل الذي تتشقق منه السماوات، وتندك منه الجبال،
وتتناثر منه الكواكب، وتُزلزَل الأرض، يوم هائل ويوم عظيم!!
﴿فَإِذَا ٱنشَقَّتِ
ٱلسَّمَآءُ﴾، أي: انقطعت وتمايزت، ﴿فَكَانَتۡ
وَرۡدَةٗ كَٱلدِّهَانِ﴾
[الرحمن: 37]، أي: محمرة كحمرة الورد. فهي الآن زرقاء صافية، ثم يتغير لونها عند
قيام الساعة. فالسماء تحمر وتصير كالوردة الحمراء، وتذوب فتصير كالدهان الذائب، ﴿يَوۡمَ تَكُونُ
ٱلسَّمَآءُ كَٱلۡمُهۡلِ﴾
[المعراج: 8]، أي: الفضة الذائبة، ﴿وَتَكُونُ ٱلۡجِبَالُ كَٱلۡعِهۡنِ﴾ [المعارج: 9]، أي: الصوف المنفوش.
فيُذكِّر الله سبحانه وتعالى بهذا الحدث الهائل؛ ليستعد له الإنسان، ولا يطمئن إلى هذه الدنيا وينشغل بها عن هذا اليوم الذي لابد منه ولا ريب فيه؛