لأنه لابد أن يقع، وليس هو
من الأمور المحتملة التي يمكن أن تحصل ويمكن أن لا تحصل، أو يمكن للإنسان أن يغيب
عنها ولا يحضرها، كل هذا منتفٍ، فلابد أن تحصل، ولابد لكل إنسان أن يَحضر في هذا
اليوم.
ولهذا
قال: ﴿فَبِأَيِّ
ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾
[الرحمن: 38]، أي: بأي نِعَم الله تكذبان أيها الجن والإنس.
وهذا
الذي سيحصل وهذا الهول نعمة؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يترك الناس يسرحون ويمرحون
بدون جزاء، وينال به المحسن ثواب عمله، وينال المجرم عقاب عمله.
فمن
نعمه سبحانه وتعالى أنه يقيم العدل بين عباده، فينتصر أهل الإيمان والحق على أهل
الباطل، الذين كانوا يسرحون ويمرحون في هذه الدنيا، ويَطْغَون ويتكبرون، ويؤذون
المؤمنين!! فمِن نِعَم الله عز وجل أنه لا يتركهم، بل يوقفهم يوم القيامة على
جزائهم، وينال المحسنون الصابرون الثابتون على الحق - ثوابهم الذي لا يعلمه إلاَّ
الله سبحانه وتعالى.
هذا
من أعظم النعم!! أن الأعمال لا تذهب سُدًى، وتكون تعبًا بلا نتيجة؛ ولهذا قال﴿فَبِأَيِّ
ءَالَآءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ﴾.
ثم
قال: ﴿فَيَوۡمَئِذٖ﴾، أي: إذا تشققت السماء، وقام الناس من قبورهم.
﴿لَّا يُسَۡٔلُ عَن ذَنۢبِهِۦٓ إِنسٞ وَلَا جَآنّٞ﴾ [الرحمن: 39]؛ لأن أعمالهم محصاة مكتوبة، فلا يُسألون عنها سؤال استعلام واستفهام، وإنما يُسألون عنها سؤال حساب ومناقشة. هذا قول.