﴿لَيۡسَ
لِوَقۡعَتِهَا كَاذِبَةٌ﴾،
أي: لا شك ولا تكذيب لوقوعها. كما قال عز وجل حكاية عن المؤمنين: ﴿رَبَّنَآ
إِنَّكَ جَامِعُ ٱلنَّاسِ لِيَوۡمٖ لَّا رَيۡبَ فِيهِۚ﴾
[آل عمران: 9].
وقيل:
المراد أنها إذا وقعت وعاينها الناس، فلا أحد يُكذب بها، وإن كان مكذبًا لها قبل
ذلك ([1]).
وعلى
كل حال، فإنها حادثة مُروِّعة وعظيمة؛ كما قال عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّاسُ
ٱتَّقُواْ رَبَّكُمۡۚ إِنَّ زَلۡزَلَةَ ٱلسَّاعَةِ شَيۡءٌ عَظِيمٞ ١ يَوۡمَ تَرَوۡنَهَا تَذۡهَلُ كُلُّ مُرۡضِعَةٍ
عَمَّآ أَرۡضَعَتۡ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمۡلٍ حَمۡلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ
سُكَٰرَىٰ وَمَا هُم بِسُكَٰرَىٰ وَلَٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٞ ٢﴾ [الحج: 1- 2].
﴿خَافِضَةٞ
رَّافِعَةٌ﴾، عند قيام الساعة يخفض الله
أقوامًا كانوا في الدنيا متكبرين مترفعين، يخفضهم الله إلى أسفل سافلين؛ بسبب
كفرهم بالله عز وجل. ويَرفع أقوامًا كانوا في الدنيا لا يؤبه بهم، وليس لهم مكانة
عند الناس، ولا رفعة ولا منزلة، لكنهم كانوا على الإيمان بالله عز وجل والأعمال
الصالحة، فيرفعهم الله في أعلى عليين.
فالساعة
إذا قامت تغيرت الموازين، فيرتفع الذين كانوا منخفضين في الدنيا؛ بسبب إيمانهم
وأعمالهم الصالحة إلى أعلى عليين. وينخفض الذين كانوا مرتفعين في الدنيا على الكفر
والكِبْر والأعمال الباطلة، فينخفضون إلى أسفل سافلين.
فيجب على المسلم أن يستعد لهذا اليوم؛ ليكون مع الذين يرفعهم الله سبحانه وتعالى، ويَحذر من الكفر والمعاصي؛ لئلا ينخفض مع هؤلاء المنخفضين إلى أسفل سافلين.
([1]) انظر: زاد المسير (4/ 218)، وتفسير ابن كثير (8/ 4)، وتفسير القرطبي (17/ 195).