قال
عز وجل: ﴿فَإِذَا نُفِخَ
فِي ٱلصُّورِ فَلَآ أَنسَابَ بَيۡنَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ وَلَا يَتَسَآءَلُونَ ١٠١ فَمَن ثَقُلَتۡ
مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ ١٠٢﴾ [المؤمنون: 101- 102]، فالعبرة بموازين الأعمال، وليست
العبرة بالنسب، فمن لم يكن له نسب في الدنيا، فنسبه الصحيح هو العمل الصالح، ﴿وَمَنۡ خَفَّتۡ
مَوَٰزِينُهُۥ فَأُوْلَٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوٓاْ أَنفُسَهُمۡ فِي جَهَنَّمَ
خَٰلِدُونَ﴾ [المؤمنون: 103].
فالعبرة
عند الله عز وجل ليست بالأنساب، وإنما هي بالأعمال، «وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ
عَمَلُهُ، لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ» ([1]).
وقيل:
معنى ﴿خَافِضَةٞ
رَّافِعَةٌ﴾: أنها ينخفض صوتها حتى
يسمعه القريب، ويرتفع حتى يسمعه البعيد ([2]).
ثم
بَيَّن سبحانه وتعالى كيف وقوع الواقعة، فقال: ﴿إِذَا رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ
رَجّٗا﴾ حُرِّكت الأرض بعد أن كانت
مستقرة، وكان الناس على ظهرها مطمئنين. فإذا قامت القيامة رُجت الأرض وزُلزلت
وحُركت، فحينئذٍ يتحطم ما كان على ظهرها من الجبال والمباني، ويضطرب الناس ويرتاعون
روعة شديدة من شدة الهول!!
فمعنى
﴿رُجَّتِ ٱلۡأَرۡضُ﴾، أي: حُركت بالزلزال بدل أن كانت قرارًا. و ﴿رَجّٗا﴾ [الواقعة: 4]، توكيد.
﴿وَبُسَّتِ ٱلۡجِبَالُ بَسّٗا﴾ [الواقعة: 5]، أي: فُتتت بدل أن كانت صُلْبة جامدة، فإنها تُبَسّ وتُفتَّت حتى تكون كالهباء، وهو الدُّخَان أو الغبار، تطير في الجو وتصير كثيبًا مهيلاً، ﴿يَوۡمَ تَرۡجُفُ ٱلۡأَرۡضُ وَٱلۡجِبَالُ وَكَانَتِ ٱلۡجِبَالُ كَثِيبٗا مَّهِيلًا﴾ [المزمل: 14]، وهذا معنى دُكت الأرض، ورُجت الأرض،
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2699).