×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 ﴿وَكَانَتِ ٱلۡجِبَالُ كَثِيبٗا مَّهِيلًا، أي: رملاً منهالاً بدل أن كانت جامدة صُلْبة قائمة شاهقة.

﴿فَكَانَتۡ هَبَآءٗ، قيل: الهباء: الدُّخَان الذي يتصاعد من النار. وقيل: إنه الغبار الذي يتطاير في الجو ثم يضمحل ([1]).

قال سبحانه وتعالى: ﴿وَسُيِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا [النبأ: 20].

تكون الجبال كالعهن، وهو الصوف المنفوش، وتكون كثيبًا مهيلاً، وتكون هباء، وتكون سرابًا، فكل هذه أوصاف لما تكون عليه الجبال الراسيات عند قيام الساعة.

﴿مُّنۢبَثّٗا، أي: منتشرًا في الجو.

وعند هذه الحالة وعند قيام الساعة، وحدوث هذه الأهوال المروعة، ﴿وَكُنتُمۡ، الخطاب لجميع الناس، أي: كنتم أيها الناس ﴿أَزۡوَٰجٗا ثَلَٰثَةٗ، أي: أشكالاً ثلاثة.

﴿فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ [الواقعة: 8]، أصحاب الميمنة هم الذين يُعْطَون كتبهم بأيمانهم ([2])، وقيل: الذين يكونون عن يمين العرش ([3])

﴿وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشۡ‍َٔمَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشۡ‍َٔمَةِ [الواقعة: 9] وأصحاب المشأمة هم الذين يُعْطَون صحائفهم بشمائلهم ([4])؛ إهانة لهم. وقيل: الذين يكونون عن شمال العرش ([5]).


الشرح

([1])  انظر: تفسير ابن كثير (8/ 5)، وتفسير القرطبي (17/ 197).

([2])  انظر: تفسير الطبري (23/ 109).

([3])  انظر: تفسير ابن كثير (8/ 5).

([4])  انظر: تفسير الطبري (23/ 129).

([5])  انظر: تفسير ابن كثير (8/ 5).