﴿وَكَانَتِ ٱلۡجِبَالُ كَثِيبٗا مَّهِيلًا﴾، أي: رملاً منهالاً بدل أن كانت جامدة صُلْبة قائمة
شاهقة.
﴿فَكَانَتۡ
هَبَآءٗ﴾، قيل: الهباء: الدُّخَان
الذي يتصاعد من النار. وقيل: إنه الغبار الذي يتطاير في الجو ثم يضمحل ([1]).
قال
سبحانه وتعالى: ﴿وَسُيِّرَتِ ٱلۡجِبَالُ فَكَانَتۡ سَرَابًا﴾ [النبأ: 20].
تكون
الجبال كالعهن، وهو الصوف المنفوش، وتكون كثيبًا مهيلاً، وتكون هباء، وتكون
سرابًا، فكل هذه أوصاف لما تكون عليه الجبال الراسيات عند قيام الساعة.
﴿مُّنۢبَثّٗا﴾، أي: منتشرًا في الجو.
وعند
هذه الحالة وعند قيام الساعة، وحدوث هذه الأهوال المروعة، ﴿وَكُنتُمۡ﴾، الخطاب لجميع الناس، أي: كنتم أيها الناس ﴿أَزۡوَٰجٗا
ثَلَٰثَةٗ﴾، أي: أشكالاً ثلاثة.
﴿فَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ
مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَيۡمَنَةِ﴾
[الواقعة: 8]، أصحاب الميمنة هم الذين يُعْطَون كتبهم بأيمانهم ([2])،
وقيل: الذين يكونون عن يمين العرش ([3])
﴿وَأَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشَۡٔمَةِ مَآ أَصۡحَٰبُ ٱلۡمَشَۡٔمَةِ﴾ [الواقعة: 9] وأصحاب المشأمة هم الذين يُعْطَون صحائفهم بشمائلهم ([4])؛ إهانة لهم. وقيل: الذين يكونون عن شمال العرش ([5]).