مملوء
بالثمر ([1]).
ولا مانع من الوصفين، أن يكون خاليًا من الشوك، ومملوءًا بالثمر الطيب.
﴿وَطَلۡحٖ
مَّنضُودٖ﴾، «الطلح»: ظاهره أنه الطلح
المعروف في الدنيا، وهو شجر بري كبير ومرتفع يَستظل به الناس، وتأكل البهائم من
ورقه، وهو شجر طيب، ينتفع به الناس في الدنيا. فالجنة فيها طلح منضود، أي: كثير
الثمر من أسفله إلى أعلاه. وقيل: المراد بالطلح هنا: الموز ([2]).
﴿وَظِلّٖ
مَّمۡدُودٖ﴾ ليس له نهاية ولا يزول، ولا
يتخلله شمس، كما يزول ظل الدنيا، ويعقبه شمس وحر، قال عز وجل: ﴿أَلَمۡ تَرَ
إِلَىٰ رَبِّكَ كَيۡفَ مَدَّ ٱلظِّلَّ وَلَوۡ شَآءَ لَجَعَلَهُۥ سَاكِنٗا ثُمَّ
جَعَلۡنَا ٱلشَّمۡسَ عَلَيۡهِ دَلِيلٗا ٤٥ ثُمَّ
قَبَضۡنَٰهُ إِلَيۡنَا قَبۡضٗا يَسِيرٗا ٤٦﴾ [الفرقان: 45- 46].
فظل
الدنيا يزول ويُنْسَخ بالشمس. أما ظل الجنة فإنه دائم وممدود؛ كما قال عز وجل: ﴿أُكُلُهَا
دَآئِمٞ وَظِلُّهَاۚ﴾ [الرعد:
35]، أي: وظلها دائم.
وفي
الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: «إِنَّ
فِي الجَنَّةِ لَشَجَرَةً يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِائَةَ سَنَةٍ،
وَاقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ: ﴿وَظِلّٖ مَّمۡدُودٖ﴾»
([3]).
هذه شجرة واحدة، فكيف بالشجر الكثير فيها؟!
فالجنة كلها ظل، حتى إن أهلها ﴿لَا يَرَوۡنَ فِيهَا شَمۡسٗا وَلَا زَمۡهَرِيرٗا﴾ [الإنسان: 13].
([1]) انظر: تفسير الطبري (23/ 111)، وتفسير ابن كثير (8/ 16).