×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 الآخرة - والعياذ بالله -، ﴿قُلۡ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّٗاۚ لَّوۡ كَانُواْ يَفۡقَهُونَ [التوبة: 81].

الفائدة الثانية: في قوله: ﴿وَمَتَٰعٗا لِّلۡمُقۡوِين [الواقعة: 73].

و ﴿لِّلۡمُقۡوِينَ، قيل: للمسافرين ([1])؛ لأن المسافر أشد حاجة إلى النار من الذي في البلد؛ لأن الذي في البلد عنده شيء يستدفئ به، لكن الذي في البر ليس عنده شيء يستدفئ به ويتقي به البرد إلاَّ النار ليصطلي عليها.

ولما ذَكَر الله عز وجل هذه الآيات العظيمة، نَزَّه نفسه سبحانه وتعالى عما وصفه به المشركون من العجز وعدم القدرة على البعث، فقال: ﴿فَسَبِّحۡ بِٱسۡمِ رَبِّكَ ٱلۡعَظِيمِ [الواقعة: 74]، أي: نَزِّه اسم ربك العظيم عما وصفه به المشركون من العجز عن بعث الأموات من قبورهم؛ لأنه اتضح من هذه الآيات أن الله لا يعجزه شيء.

﴿بِٱسۡمِ رَبِّكَ، أي: بجميع أسماء الله؛ لأن المفرد المضاف يَعُم؛ كما قال عز وجل: ﴿تَبَٰرَكَ ٱسۡمُ رَبِّكَ [الرحمن: 78]، أي: جميع أسماء الله سبحانه وتعالى مباركة.

﴿ٱلۡعَظِيمِ، الذي لا شيء أعظم منه سبحانه وتعالى، فهو عظيم في ذاته، وعظيم في أسمائه وصفاته، وعظيم في أفعاله سبحانه وتعالى، فهو العظيم المنفرد بالعظمة الكاملة التي لا يضاهيها شيء.

هذا، والحمد لله رب العالمين.

وصَلَّى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

***


الشرح

([1])  انظر: تفسير الطبري (23/ 145)، وتفسير ابن كثير (8/ 30)، ولسان العرب (15/ 210).