×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿يَسۡعَىٰ نُورُهُم بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ وَبِأَيۡمَٰنِهِمۖ [الحديد: 12]، يعطيهم الله نورًا تامًّا يوم القيامة. لأن الناس يوم القيامة يكونون في ظُلْمة؛ حيث تنطفئ الأنوار، ليس هناك شمس ولا قمر. ويتميز المؤمنون بأن الله يعطيهم نورًا يستضيئون به، كما أنهم في الدنيا كانوا على نور الإيمان وهو النور المعنوي، ففي يوم القيامة يُعْطَون النور الحسي.

﴿بَيۡنَ أَيۡدِيهِمۡ، أي: أمامهم، يبصرون به طريقهم ويهتدون به في سيرهم، آمنين مطمئنين، ﴿وَبِأَيۡمَٰنِهِمۖ فيُعْطَون كتبهم، بأيمانهم إكرامًا لهم.

ثم يُزداد في جزاء المؤمنين؛ أنهم يُبشَّرون بالجنة. والبشارة هي: الخبر السار الذي يَظهر أثره على البَشَرة ([1]).

﴿بُشۡرَىٰكُمُ ٱلۡيَوۡم، أي: في هذا اليوم، ﴿جَنَّٰتٞ، وليست جنة واحدة، بل هي جنات كثيرة، ﴿ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَوۡزُ ٱلۡعَظِيمُ [الحديد: 12]، ﴿ذَٰلِكَ أي: هذا الجزاء والظَّفَر بالجنات وإتمام النور - هو الفوز العظيم، الذي فزتم به على الكفار والمنافقين، وليس الفوز بطمع الدنيا أو بملذاتها، ذاك فوز منقطع، إنما الفوز العظيم هو الفوز في الآخرة. والفوز هو النجاة. سُمي فوزًا لأنهم نَجَوْا من النار، وحصلوا على الجنة.

﴿خَٰلِدِينَ فِيهَاۚ [الحديد: 12] أي: باقين فيها لا يَخرجون منها، ولا يَخْشَون فيها انقطاعًا أو مُكدِّرًا أو عدوا أو مرضًا أو هَرَمًا، لا يخافون من أي مُكدِّر.


الشرح

([1])  انظر: مادة (بشر) في العين (6/ 259)، ومقاييس اللغة (1/ 251)، ولسان العرب (4/ 60).