وهذا
إخبار من الله لنا في هذه الدنيا بهذا؛ من أجل أن ننشط على العمل الصالح، ومتابعة
الرسول صلى الله عليه وسلم، والعمل بالقرآن؛ حتى نحوز على هذا الثواب وهذا الفوز
العظيم؛ فهذا لا يُدْرَك بالأماني، وإنما يُدْرَك بالعمل!!
ثم
ذَكَر حال المنافقين والمنافقات فقال: ﴿يَوۡمَ يَقُولُ ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ﴾ [الحديد: 13]، وهو يوم القيامة، إذا أعطى الله المؤمنين
النور التام وانقطع نور المنافقين وبَقُوا في ظلمة ﴿يَوۡمَ يَقُولُ
ٱلۡمُنَٰفِقُونَ وَٱلۡمُنَٰفِقَٰتُ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ ٱنظُرُونَا نَقۡتَبِسۡ
مِن نُّورِكُمۡ﴾ [الحديد: 13].
﴿ٱنظُرُونَا﴾ أي: انتظِرونا ولا تذهبوا عنا؛ لأجل أن نقتبس من نوركم،
فنسير معكم!! لأنهم هم لم يَبْقَ معهم نور، فيطلبون من المؤمنين ألاَّ يستعجلوا في
المسير وأن ينتظروا؛ حتى يَقتبس المنافقون من نورهم.
﴿قِيلَ ٱرۡجِعُواْ
وَرَآءَكُمۡ﴾، قيل لهم من باب التوبيخ:
ارجعوا وراءكم إلى المكان الذي فقدتم فيه النور.
﴿فَٱلۡتَمِسُواْ
نُورٗاۖ﴾، فالتمِسوا النور الذي ضاع
منكم!! من باب التبكيت لهم.
﴿فَضُرِبَ بَيۡنَهُم﴾، أي: في هذه الأثناء ضُرِب بين المؤمنين والمنافقين ﴿بِسُورٖ﴾: حجاب، ﴿لَّهُۥ بَابُۢ﴾، يدخل منه المؤمنون، فإذا دخلوا أُغلق، ﴿بَاطِنُهُۥ فِيهِ ٱلرَّحۡمَةُ﴾، داخله فيه الرحمة، وهي الجنة داخل هذا السور، ﴿وَظَٰهِرُهُۥ مِن قِبَلِهِ ٱلۡعَذَابُ﴾ [الحديد: 13]، أي: خلفه جهنم ([1]).
([1]) انظر: تفسير الطبري (27/ 225)، وزاد المسير (8/ 166)، وتفسير القرطبي (17/ 246).