﴿يُنَادُونَهُمۡ﴾، ينادي المنافقون حينئذٍ المؤمنين ويستغيثون بالمؤمنين؛
كي
يُمدوهم بالنور لأنهم انطفأ نورهم!! فيقولون للمؤمنين: ﴿أَلَمۡ نَكُن مَّعَكُمۡۖ﴾، في الدنيا، نصلي معكم، ونصوم معكم، ونقاتل معكم؟!
وكانوا
كذلك في الدنيا، مع المؤمنين في الظاهر، لكن ليس في قلوبهم إيمان، إنما يتظاهرون
بالإسلام، ويعملون الأعمال لا عن يقين وإيمان، وإنما يعملونها من باب النفاق.
والنفاق
هو: إظهار الإيمان وإبطان الكفر. هذا هو النفاق الأكبر.
وأما
النفاق الأصغر، فهو أن يكون الإنسان مؤمنًا بالله ورسوله، لكن
يتصف ببعض صفات المنافقين، فهو مع المؤمنين بإيمانه.
فالنفاق
نفاقان:
الأول:
نفاق اعتقادي: وهذا لا يجتمع معه إيمان أبدًا.
والثاني:
نفاق عملي: وهذا معه إيمان، فيكون الإنسان مؤمنًا، لكن عنده خَصلة من خصال النفاق،
حتى يَدَعها.
﴿قَالُواْ
بَلَىٰ﴾، أي: قال لهم المؤمنون:
كنتم معنا في الدنيا، في الظاهر.
﴿وَلَٰكِنَّكُمۡ
فَتَنتُمۡ أَنفُسَكُمۡ﴾
بالنفاق.
﴿وَتَرَبَّصۡتُمۡ﴾، التربص معناه: الانتظار ([1]). أي: انتظرتم بالمؤمنين الدوائر. فإن المنافقين في الدنيا يتربصون بالمؤمنين الدوائر، يتوقعون أن يحل بالمؤمنين نكبات، أو يحل بالمؤمنين مكاره، فيعتزلون المؤمنين، يصيرون مع الكفار. فيكونون مع المؤمنين إذا حصل للمؤمنين
([1]) انظر: مادة (ربص) في العين (7/ 120)، وتهذيب اللغة (12/ 127)، ومقاييس اللغة (2/ 477).