خير
وفتح ونصر، ويكونون مع الكفار إذا أصيب المؤمنون وامتُحنوا! قال الله فيهم: ﴿مُّذَبۡذَبِينَ
بَيۡنَ ذَٰلِكَ لَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِ وَلَآ إِلَىٰ هَٰٓؤُلَآءِۚ﴾ [النساء: 143].
وقال:
﴿ٱلَّذِينَ
يَتَرَبَّصُونَ بِكُمۡ فَإِن كَانَ لَكُمۡ فَتۡحٞ مِّنَ ٱللَّهِ قَالُوٓاْ أَلَمۡ
نَكُن مَّعَكُمۡ وَإِن كَانَ لِلۡكَٰفِرِينَ نَصِيبٞ قَالُوٓاْ أَلَمۡ
نَسۡتَحۡوِذۡ عَلَيۡكُمۡ وَنَمۡنَعۡكُم مِّنَ ٱلۡمُؤۡمِنِينَۚ﴾ [النساء: 141].
هكذا
شأن المنافقين، وهذا ظاهر عليهم في كل زمان ومكان.
﴿وَٱرۡتَبۡتُمۡ﴾ أي: حصل في قلوبكم الريبة، فلم تُصدِّقوا بقلوبكم ما
تعملونه بجوارحكم؛ لأنه ليس عندكم إيمان، بل عندكم الريب والشك في هذا الدين وهذا
الرسول وهذا الوعد.
فالمنافق
ليس عنده يقين، وإنما يعمل الأعمال من باب المجاراة والمجاملة، وإلا فإنه عنده شك
وريب في قلبه. ﴿فِي قُلُوبِهِم
مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ﴾
[البقرة: 10].
﴿وَغَرَّتۡكُمُ ٱلۡأَمَانِيُّ﴾، جمع أمنية. لأنكم تقولون: سيُغفر لنا!! تُمنُّون
أنفسكم بالمغفرة، وأنتم لم تفعلوا أسبابها، فكلما عملتم عملاً سيئًا قلتم: سيُغفر
لنا.
﴿حَتَّىٰ جَآءَ
أَمۡرُ ٱللَّهِ﴾، وهو الموت والبعث والنشور
والجزاء، وواجهتم ما قدمتم لآخرتكم، فلم تجدوا شيئًا، وانتقلتم من الدنيا إلى
الآخرة، وأنتم على هذه الحال!
﴿وَغَرَّكُم بِٱللَّهِ ٱلۡغَرُورُ﴾ [الحديد: 14]، الغَرور هو: الشيطان، هو الذي غركم، وهو الذي خدعكم، وهو الذي كان يمنيكم ويزين لكم النفاق، فأطعتموه!