×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 السافلين تحت الأرض السابعة في سِجين. فكيف يُزهَد في هذه الجنة العظيمة الباقية الطيبة؟! ﴿عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ [الحديد: 21]

أُعِدت لمن؟ أُعِدت للذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبًا؟! لا، أُعدت للمتقين، ﴿سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ أُعِدَّتۡ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦۚ [الحديد: 21]، سبق قول الله سبحانه: ﴿وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَۖ [الحديد: 19]، وأيضًا: الله أعد لهم الجنة التي عرضها كعرض السماء والأرض، ﴿ذَٰلِكَ فَضۡلُ ٱللَّهِ، هذه الجنة العظيمة العريضة من فضل الله سبحانه وتعالى، وهي رحمة من الله عز وجل.

﴿وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ ٱلۡعَظِيمِ، الذي لا أعظم منه.

فهذه المقارنة بين الدنيا والآخرة لمن له عقل وله إيمان، وله إرادة وله همة، يشمر ويجد ويجتهد، ويعلم أن الدنيا ليست دار إقامة، وإنما يساق إلى الآخرة، والآخرة هي دار القرار، فيُعمِّر آخرته من دنياه، فمَن خَرَّب دنياه خَرَّب آخرته، خَسِر الدنيا والآخرة. وأما مَن عَمَّر دنياه بطاعة الله والعمل الصالح، عَمَّر الله له آخرته. هذه حقيقة الدنيا والآخرة.

وَفَّقَنا الله وإياكم لصالح القول والعمل. وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

***


الشرح