﴿وَرِضۡوَٰنٞۚ﴾، قال سبحانه وتعالى في الآية الأخرى: ﴿وَرِضۡوَٰنٞ
مِّنَ ٱللَّهِ أَكۡبَرُۚ﴾
[التوبة: 72]، فرضا الله عن أهل الجنة أكبر مما في الجنة من النعيم ([1])،
﴿وَرِضۡوَٰنٞ
مِّنَ ٱللَّه﴾ [التوبة: 72].
فانظر
إلى أي صنف تكون؟ هل تكون من أهل العذاب الشديد، أو تكون من أهل المغفرة والرضوان؟
مغفرة من الله للمذنبين، ورضوان منه سبحانه وتعالى للمؤمنين المخلصين الذين ليس
لهم ذنوب.
ثم
أعاد التذكير بالدنيا، فقال: ﴿وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ ٱلدُّنۡيَآ إِلَّا مَتَٰعُ ٱلۡغُرُورِ﴾ [الحديد: 20] و«المتاع» معناه: الشيء المؤقت. قال الله
سبحانه وتعالى: ﴿وَفَرِحُواْ بِٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا وَمَا ٱلۡحَيَوٰةُ
ٱلدُّنۡيَا فِي ٱلۡأٓخِرَةِ إِلَّا مَتَٰعٞ﴾
[الرعد: 26] ([2]).
والغرور
هو الخَسارة، وأن الإنسان يغتر بالشيء يظنه خيرًا، ثم يتبين له أنه شر.
ثم
حث على العمل للآخرة، فقال: ﴿سَابِقُوٓاْ إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ﴾ [الحديد: 21]، إذا كانت الدنيا هكذا، فلا تغتروا بها، و
﴿سَابِقُوٓاْ
إِلَىٰ مَغۡفِرَةٖ مِّن رَّبِّكُمۡ﴾
[الحديد: 21]، يعني بالعمل الصالح؛ لأن الله إنما يغفر لأهل الإيمان. أما الكفار
فلا يَغفر الله لهم.
كان
السلف الصالح إذا سبقهم أحد من إخوانهم إلى الخير، أهمهم ذلك همًّا شديدًا.
والمسابقة إنما تكون إلى شيء يفوت.
﴿وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا كَعَرۡضِ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾ [الحديد: 21]، وفي سورة آل عمران: ﴿وَجَنَّةٍ عَرۡضُهَا ٱلسَّمَٰوَٰتُ وَٱلۡأَرۡضُ﴾ [آل عمران: 133]، فهي جنة واسعة، فالجنة عرضها كعرض السماء والأرض، والنار في أسفل
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6549)، ومسلم رقم (2829).