فالله
أعطى هذه الأمة من الخيرات ما لم يعطه للأمم قبلها، ولا يَقدر أحد أن يمنع هذا؛
لأن هذا فضل الله يؤتيه من يشاء. وهذا مِن جهل اليهود والنصارى، احتقارهم لهذه
الأمة وازدراؤهم لها من أجل الحسد.
﴿وَأَنَّ ٱلۡفَضۡلَ
بِيَدِ ٱللَّهِ﴾، ليس بأيديكم، تُعْطُون مَن
تشاءون، وتَحرمون مَن تشاءون، الفضل بيد الله وفي مِلكه وقدرته سبحانه وتعالى
ومنّه وكرمه، لا أحد يَحجُر على الله، هذا مُلكه، وهذا فضله، وهذا خيره، ما أحد
يمنع الله عز وجل.
والله
أعطى هذه الأمة هذه الفضائل؛ لعِلمه أن هذه الأمة تستحق هذا الشيء وهذا الفضل، وهي
وريثة الرسل والكتب السابقة، قال تعالى: ﴿ثُمَّ
أَوۡرَثۡنَا ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِينَ ٱصۡطَفَيۡنَا مِنۡ عِبَادِنَاۖ فَمِنۡهُمۡ
ظَالِمٞ لِّنَفۡسِهِۦ وَمِنۡهُم مُّقۡتَصِدٞ وَمِنۡهُمۡ سَابِقُۢ بِٱلۡخَيۡرَٰتِ
بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ ذَٰلِكَ هُوَ ٱلۡفَضۡلُ ٱلۡكَبِيرُ﴾
[فاطر: 32] وهم هذه الأمة، اصطفاها الله واختارها، فهي وريثة فضل الله سبحانه
وتعالى.
﴿وَٱللَّهُ ذُو ٱلۡفَضۡلِ
ٱلۡعَظِيمِ﴾، لا حصر لفضل الله سبحانه
وتعالى، ولا حِكر لفضل الله، ففضل الله كثير، ولا يَغيض ما عنده سبحانه وتعالى.
وبهذا
انتهى تفسير هذه السورة المباركة.
والحمد
لله رب العالمين.
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه
أجمعين.
***
الصفحة 14 / 676