﴿مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٖ فِي ٱلۡأَرۡضِ﴾ المراد بالمصيبة: ما يَحدث مما يكرهه الناس؛ كالجدب،
وفساد الثمار، والآفات التي تنزل بالمحاصيل، وانقطاع السبل... وغير ذلك مما يحصل
في معايش العباد، في النبات، في الأشجار، في الآبار، التغيرات التي تحصل في الأرض.
﴿وَلَا فِيٓ
أَنفُسِكُمۡ﴾ من الأمراض، والأسقام،
والمصائب، والهموم، والأحزان.
هذه
كلها مصائب يكرهها الناس، وتؤثر عليهم وتشق عليهم.
والله
سبحانه وتعالى قَدَّرها عليهم لحكمة منه سبحانه وتعالى، لا تحصل عفوا أو صدفة،
وإنما هي مُقدَّرة ومكتوبة في اللوح المحفوظ. إلاَّ وهي مكتوبة في كتاب، وهذا
الكتاب هو اللوح المحفوظ، الذي كَتَب الله فيه ما كان وما يكون إلى قيام الساعة،
ففي الحديث: «أَوَّلُ مَا خَلَقَ رَبِّي الْقَلَمَ، قَالَ: لَهُ اكْتُبْ،
قَالَ: مَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ»
([1]).
فكل
ما يَجري مما يريده الناس ويرغبونه من النعم، ومما يكرهونه من المصائب والنقم،
فإنه لابد أن يَجري لا مناص منه؛ لأن الله قَدَّره وكتبه في اللوح المحفوظ.
فالله سبحانه وتعالى عَلِم ما كان وما يكون، وهذه مرتبة العلم. ثم كَتَب ذلك في اللوح المحفوظ، وهذه مرتبة الكتابة. ثم إذا حان وقتها، شاء الله إيجادها، وهذه مرتبة المشيئة، وهذه المرتبة الثالثة. ثم أوجدها في وقتها وهذه مرتبة الإيجاد. فهذه مراتب الإيمان بالقدر الأربع.
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (4700)، والترمذي رقم (2155)، وأحمد رقم (22705)، والطيالسي رقم (578).