والإيمان
بالقضاء والقدر هو أحد أركان الإيمان الستة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أَنْ
تُؤْمِنَ بِاللهِ، وَمَلاَئِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، وَرُسُلِهِ، وَالْيَوْمِ
الآْخِرِ، وَتُؤْمِنَ بِالْقَدَرِ خَيْرِهِ وَشَرِّهِ» ([1])،
تعلم أنه مُقدَّر، أن الله قَدَّره مراتب.
·
الإيمان بالقضاء والقدر أربع مراتب:
المرتبة
الأولى: هي مرتبة العلم، وهي أن الله عَلِم ما كان وما يكون في
الأزل.
المرتبة
الثانية: الكتابة، أن الله كَتَب ذلك في اللوح المحفوظ.
المرتبة
الثالثة: المشيئة: أن الله عند حدوثه شاءه وأراده، فلا يكون شيء
إلاَّ بإرادة الله سبحانه وتعالى ومشيئته.
المرتبة
الرابعة: الخَلْق: خَلْقه وإيجاده.
هذه
أربع مراتب، لابد من الإيمان بها، فمَن نَقَص منها مرتبة، لم يكن مؤمنًا بالقضاء
والقدر.
ثم
قال عز وجل: ﴿إِلَّا فِي
كِتَٰبٖ مِّن قَبۡلِ أَن نَّبۡرَأَهَآۚ﴾
[الحديد: 22]، أي: كتابة هذه الأشياء - وإن كانت كثيرة ومختلفة -، فإن كتابتها في
اللوح المحفوظ يسيرة على الله، لا يقل أحد: كيف تكون هذه الحوادث من أول الخليقة
إلى آخرها مكتوبة في اللوح المحفوظ؟! هذا بمقياس العقول، الله عز وجل لا يقاس
بعقول الناس، فهو عليه يسير، لا يشق عليه أبدًا، فلا يُستغرب على قدرته شيء سبحانه
وتعالى؛ لأنه لا يقاس بخلقه، ولذلك قال: ﴿إِنَّ ذَٰلِكَ
عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٞ﴾
[الحديد: 22].
ثم بَيَّن الحكمة من إخبارنا بذلك، فقال: ﴿لِّكَيۡلَا تَأۡسَوۡاْ عَلَىٰ مَا فَاتَكُمۡ﴾، فإنك إذا عَلِمتَ أن هذه المصيبة مُقدَّرة، وأنه لابد من
([1]) أخرجه: البخاري رقم (50)، ومسلم رقم (8).