×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

ثم قال عز وجل: ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ [المجادلة: 11]، يرفع الله أهل الإيمان وأهل العلم على غيرهم - درجاتٍ لا يعلمها إلاَّ الله سبحانه وتعالى، فهذا فضل العلم، وأن الله يرفع به العالِم درجات لا يعلمها إلاَّ هو، ولكن العلم لابد أن يكون مع الإيمان ومع العمل؛ ولهذا قال: ﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ [المجادلة: 11]، فيكون مع العلم إيمان بالله، ويكون معه عمل بالعلم.

أما العلم الذي ليس معه عمل، فهذا إنما هو حُجة على صاحبه يوم القيامة.

﴿يَرۡفَعِ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنكُمۡ وَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡعِلۡمَ دَرَجَٰتٖۚ وَٱللَّهُ بِمَا تَعۡمَلُونَ خَبِيرٞ [المجادلة: 11].

فيه: الحث على العمل الصالح، ولا سيما العمل بالعلم الذي تلقيتموه من الرسول صلى الله عليه وسلم، أو من غيره من ورثة الرسول صلى الله عليه وسلم من العلماء.

وفيه: الترغيب في العلم تعلمًا وتعليمًا وعملاً، وأن الله سبحانه وتعالى خبير بعمل العالم، فإن عَمِل بعلمه وأخلص لله، فإن الله يرفعه درجات، وإن لم يعمل بعلمه ولم يتقِ الله فيه، فإنه يكون حُجة عليه. والله تعالى أعلم.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

***


الشرح