×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

المؤمنين يُؤمَرون أن يَفسحوا له ليوجدوا مكانًا يجلس فيه، لا سيما مجالس العلم، والمجلس الذي عند الرسول صلى الله عليه وسلم، فقد كانوا يجتمعون عند الرسول صلى الله عليه وسلم، وكل منهم يحرص على أن يكون أقرب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم؛ لحبهم للخير، وحبهم للرسول صلى الله عليه وسلم ومجالسته، فأَمَرهم الله أن يَفسحوا لإخوانهم القادمين.

﴿يَفۡسَحِ ٱللَّهُ لَكُمۡۖ لأن الجزاء من جنس العمل، فمَن أفسح لأخيه ووَسَّع له، وَسَّع الله عليه.

وقوله: ﴿فِي ٱلۡمَجَٰلِسِ المراد به عامة مجالس المسلمين.

﴿وَإِذَا قِيلَ ٱنشُزُواْ فَٱنشُزُواْ، أي: قوموا للصلاة أو لعمل آخَر، كالجهاد. «النَّشْز» هو: الارتفاع والقيام من الجلوس ([1])، فلا تَبْقَوْا دائمًا جالسين، بل إذا حان وقت القيام فقوموا ولا تتثاقلوا، فيبادر المسلم للقيام للطاعة، والصلاة، والجهاد، والعمل الصالح.

وقيل: المراد: أنهم إذا كانوا يأتون يجلسون عند الرسول صلى الله عليه وسلم في بيته، والرسول صلى الله عليه وسلم تَعْرِض له حاجة أو يريد الراحة، فإذا انتهى المجلس فلا يجلسون بعد ذلك، بل يقومون؛ كي لا يشقوا على الرسول صلى الله عليه وسلم ([2])، ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَدۡخُلُواْ بُيُوتَ ٱلنَّبِيِّ إِلَّآ أَن يُؤۡذَنَ لَكُمۡ إِلَىٰ طَعَامٍ غَيۡرَ نَٰظِرِينَ إِنَىٰهُ وَلَٰكِنۡ إِذَا دُعِيتُمۡ فَٱدۡخُلُواْ فَإِذَا طَعِمۡتُمۡ فَٱنتَشِرُواْ وَلَا مُسۡتَ‍ٔۡنِسِينَ لِحَدِيثٍۚ إِنَّ ذَٰلِكُمۡ كَانَ يُؤۡذِي ٱلنَّبِيَّ فَيَسۡتَحۡيِۦ مِنكُمۡۖ وَٱللَّهُ لَا يَسۡتَحۡيِۦ مِنَ ٱلۡحَقِّۚ [الأحزاب: 53].


الشرح

([1])  انظر: مقاييس اللغة (5/ 430)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (5/ 55)، وتاج العروس (15/ 353).

([2])  انظر: تفسير الطبري (23/ 246)، وزاد المسير (4/ 248)، وتفسير ابن كثير (8/ 79).