الدرس الثامن والثلاثون
قَالَ تَعَالَى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نَٰجَيۡتُمُ ٱلرَّسُولَ
فَقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيۡ نَجۡوَىٰكُمۡ صَدَقَةٗۚ ذَٰلِكَ خَيۡرٞ لَّكُمۡ
وَأَطۡهَرُۚ فَإِن لَّمۡ تَجِدُواْ فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٌ ١٢ ءَأَشۡفَقۡتُمۡ أَن تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيۡ
نَجۡوَىٰكُمۡ صَدَقَٰتٖۚ فَإِذۡ لَمۡ تَفۡعَلُواْ وَتَابَ ٱللَّهُ عَلَيۡكُمۡ
فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ
وَرَسُولَهُۥۚ وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ ١٣ أَلَمۡ تَرَ إِلَى ٱلَّذِينَ تَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ
عَلَيۡهِم مَّا هُم مِّنكُمۡ وَلَا مِنۡهُمۡ وَيَحۡلِفُونَ عَلَى ٱلۡكَذِبِ وَهُمۡ
يَعۡلَمُونَ ١٤أَعَدَّ ٱللَّهُ لَهُمۡ عَذَابٗا
شَدِيدًاۖ إِنَّهُمۡ سَآءَ مَا كَانُواْ يَعۡمَلُونَ ١٥ ٱتَّخَذُوٓاْ أَيۡمَٰنَهُمۡ جُنَّةٗ فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِ ٱللَّهِ
فَلَهُمۡ عَذَابٞ مُّهِينٞ ١٦ لَّن
تُغۡنِيَ عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيًۡٔاۚ
أُوْلَٰٓئِكَ أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ هُمۡ فِيهَا خَٰلِدُونَ ١٧﴾
[المجادلة: 12- 17].
الشرح
ذَكَر
سبحانه وتعالى في هذه الآيات النجوى مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فإنهم كانوا
يناجون الرسول صلى الله عليه وسلم - بالاستفتاء منه ويسألونه عن الأحكام الشرعية
فيما أشكل عليهم، ويكون ذلك سرًّا بينهم وبينه صلى الله عليه وسلم.
ولكن
لما كثر هذا مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وأثقلوا عليه في المناجاة وكثرة
الأسئلة، أراد الله سبحانه وتعالى أن يضع حدًّا تَقِل به مناجاة الرسول صلى الله
عليه وسلم وتخف عنه، فأَمَر مَن يريد أن يناجي الرسول صلى الله عليه وسلم - أن
يُقدِّم صدقة قبل أن يناجيه.
فقال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا نَٰجَيۡتُمُ ٱلرَّسُولَ﴾، أي: إذا أردتم مناجاته في أمر من الأمور، ﴿فَقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيۡ نَجۡوَىٰكُمۡ صَدَقَةٗۚ﴾أي: صدقة على مسكين. فكان في ذلك تقليل من إشغال الرسول صلى الله عليه وسلم، وتخفيف عنه.
الصفحة 1 / 676