﴿ذَٰلِكَ خَيۡرٞ
لَّكُمۡ وَأَطۡهَرُۚ﴾، أي:
الصدقة قبل مناجاة الرسول خير لكم أيها المؤمنون، فلا تكرهوا هذه الصدقة؛ لأنها
خير، ففيها خير لكم وأجر للمتصدق، ونَفْع للفقراء، وتخفيف عن الرسول صلى الله عليه
وسلم، وأطهر من إثم النجوى؛ لأن النجوى - كما سبق - يكون فيها شيء من التحرج، ومن
حصول التضايق من المسلمين، إذا رأوا مَن يُسِر إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ظنوا
أن هذا ضدهم، وأنه يخبر الرسول صلى الله عليه وسلم عن شيء حدث منهم. فهذه الصدقة
تُطَهِّر هذه الظنون وهذه التحرجات التي تحصل.
﴿فَإِن لَّمۡ
تَجِدُواْ﴾، فليس كل الناس يَقدرون على
التصدق، ففيهم فقراء، وهم يحتاجون إلى السؤال.
﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ
غَفُورٞ رَّحِيمٌ﴾، أي: فلا
يجب عليكم التصدق؛ نظرًا لعذركم؛ لأنكم لا تجدون ما تتصدقون به، فلا تُحْرَمون من
مناجاة الرسول صلى الله عليه وسلم.
﴿فَإِنَّ ٱللَّهَ
غَفُورٞ﴾ لكم؛ حيث لم يؤاخذكم في هذه
الحالة على عدم التصدق، ﴿رَّحِيمٌ﴾
بكم، فهو يُشرع لكم من الأحكام ما يناسب الأحوال من غير إحراج للمسلمين.
وهذا
فيه: التخفيف عن ضعفاء المسلمين، بأنه لا يَلزمهم أن يُقدِّموا صدقة قبل مناجاتهم
للرسول صلى الله عليه وسلم؛ نظرًا لعسر حالهم وضيق معيشتهم.
ثم
قال الله عز وجل: ﴿ءَأَشۡفَقۡتُمۡ﴾،
أي: خفتم من التصدق؟ لأن الإنسان سيحتاج إلى السؤال، وكلما أراد السؤال تَصَدَّقَ،
وهذا يُثقله، فخافوا من ذلك لأن هذا الحكم شديد عليهم.
﴿أَن تُقَدِّمُواْ بَيۡنَ يَدَيۡ نَجۡوَىٰكُمۡ﴾، للرسول صلى الله عليه وسلم، ﴿صَدَقَٰتٖۚ﴾، بالجمع نظرًا لكثرة السائلين.