﴿فَإِذۡ لَمۡ
تَفۡعَلُواْ﴾، أي: لم تُقدِّموا. لأنهم
لما شُرِع هذا لم يَتصدق أحد منهم، وتوقفوا عن السؤال. ويقال: إلاَّ علي بن أبي
طالب فإنه فَعَل ذلك، فكان يتصدق قبل مناجاته للرسول صلى الله عليه وسلم.
﴿وَتَابَ ٱللَّهُ
عَلَيۡكُمۡ﴾وهذا دليل
على: أن توقفهم وتأخرهم عن الصدقة فيه إثم، لكن الله عز وجل
تاب عليهم ولم يؤاخذهم.
فهذا
فيه: الحث على المبادرة لفعل الأوامر الصادرة عن الله ورسوله،
وعدم التلكؤ والتأخر في تنفيذها.
﴿فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ﴾،
فنَسَخ الله عز وجل الأمر بالصدقات، وأباح للمسلمين أن يسألوا الرسول صلى الله
عليه وسلم عما أشكل عليهم، من غير تقديم صدقة؛ لأن المقصود حصل وعَرَف الناس أنهم
يُثقلون على الرسول صلى الله عليه وسلم بكثرة الأسئلة، فقللوا منها، وحصل التخفيف
عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وتنبه المسلمون إلى ذلك، فنَسَخ الله ذلك بأن الله
سبحانه وتعالى تاب عليهم.
فهذا
فيه: النسخ في القرآن الكريم، وهو: إزالة الحكم الشرعي الثابت
بدليل - بحكم آخر بدليل متراخٍ عنه.
وقد
وقع في مواضع من القرآن الكريم أن الله عز وجل يَنسخ بعض الآيات، فمنه ما يُنسخ
إلى بدل، ومنه ما يُنسخ إلى غير بدل، ومنه ما يُنسخ إلى أخف، ومنه ما يُنسخ إلى
أثقل؟ فالنسخ له أقسام يعرفها الأصوليون.
﴿فَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ﴾، التي هي الركن الثاني من أركان الإسلام، ﴿وَءَاتُواْ ٱلزَّكَوٰةَ﴾، التي هي الركن الثالث من أركان الإسلام.
أَمَر بهاتين العبادتين العظيمتين؛ لأن الصلاة عبادة بدنية، والزكاة عبادة مالية. فمَن اهتم بالصلاة وحافظ عليها، حافظ على ما سواها من