ثم
قال: ﴿لَّن تُغۡنِيَ
عَنۡهُمۡ أَمۡوَٰلُهُمۡ وَلَآ أَوۡلَٰدُهُم مِّنَ ٱللَّهِ شَيًۡٔاۚ﴾، في يوم القيامة.
﴿أُوْلَٰٓئِكَ
أَصۡحَٰبُ ٱلنَّارِۖ﴾، أي:
المخلدون فيها، فهم مصاحبون للنار، لا يخرجون منها، كما يُصاحِب الإنسان في الدنيا
رفيقه أو محبوبه. فهم في يوم القيامة يصاحبون النار، لا مخرج لهم منها - والعياذ
بالله -، وتلازمهم دائمًا وأبدًا، فماذا حصلوا عليه من عملهم هذا؟!
﴿وَمَاذَا
عَلَيۡهِمۡ لَوۡ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَنفَقُواْ مِمَّا
رَزَقَهُمُ ٱللَّهُۚ﴾ [النساء:
39] لكنهم حُرِموا من هذا - والعياذ بالله - بسبب شكهم ورَيْبهم وترددهم، فحُرِموا
من هذه الصفات العظيمة المنجية من عذاب الله.
فعلى
المسلم أن يَحذر من النفاق. والنفاق قد لا يكون نفاقًا اعتقاديًّا، قد يكون نفاقًا
عمليًّا، لا يُخرج من الملة، لكنه يَنقص الإيمان؛ وذلك بأن يتصف المسلم بصفة من
صفات المنافقين أو بأكثر من صفة.
عن
عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَرْبَعٌ
مَنْ كُنَّ فِيهِ كَانَ مُنَافِقًا خَالِصًا، وَمَنْ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ
مِنْهُنَّ كَانَتْ فِيهِ خَصْلَةٌ مِنَ النِّفَاقِ حَتَّى يَدَعَهَا...» يعني:
النفاق العملي، لا النفاق الاعتقادي، «... إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا
وَعَدَ أَخْلَفَ، وَإِذَا عَاهَدَ غَدَرَ، وَإِذَا خَاصَمَ فَجَرَ» ([1]).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «آيَةُ المُنَافِقِ ثَلاَثٌ: إِذَا حَدَّثَ كَذَبَ، وَإِذَا اؤْتُمِنَ خَانَ، وَإِذَا وَعَدَ أَخْلَفَ» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (34).