فالله
خَلَق هذه المنافع للمؤمنين، وإنما الكفار تبع للمؤمنين، وفي يوم القيامة تكون
خالصة للمؤمنين، والكفار ليس لهم منها شيء، وتكون لهم النار - والعياذ بالله -.
ولذلك
سُمي مال الكفار الذي يستولي عليه المسلمون بالقتال بالفيء؛ لأنه رجع إلى أصله؛
حيث رجع إلى المسلمين.
﴿وَمَآ
أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ﴾،
محمد صلى الله عليه وسلم، ﴿مِنۡهُمۡ﴾،
أي: من بني النضير، ﴿فَمَآ أَوۡجَفۡتُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ خَيۡلٖ وَلَا رِكَابٖ﴾ [الحشر: 6] لأنهم لم يحتاجوا إلى الخيل والإبل في
غزوهم؛ لأنهم كانوا قريبين من المدينة، فذهبوا إليهم على أقدامهم، لم يحصلوا على
مالهم بسبب الجهاد، وإنما هم تركوه فزعًا وخوفًا، أو بموجب المصالحة بينهم وبين
الرسول صلى الله عليه وسلم.
﴿وَلَٰكِنَّ
ٱللَّهَ يُسَلِّطُ رُسُلَهُۥ عَلَىٰ مَن يَشَآءُۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ
قَدِيرٞ﴾ [الحشر: 6]، يعطي السلطة
لرسله على الكفار، فهذا من تسليط رسول الله صلى الله عليه وسلم على هؤلاء اليهود،
فكانت أموالهم خاصة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ينفق منها على نفسه، وينفق على
مصالح المسلمين، ولم يقسمها بين الصحابة، إنما الذي يُقَسَّم بين الصحابة هو ما
ذكره الله بعد هذه الآية.
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه
أجمعين.
***
الصفحة 11 / 676