﴿وَلِيُخۡزِيَ
ٱلۡفَٰسِقِينَ﴾، أي: ليُخزي بقطع النخيل
الفاسقين، وهي محببة إليهم وتعبوا فيها، واستثمروها، فإذا قُطعت وهم ينظرون، كان
ذلك عذابًا وخزيًا لهم.
·
والفاسقون هم: الخارجون عن طاعة الله سبحانه
وتعالى، فالفسق فسقان:
النوع
الأول: فسق يُخرج من الملة، وهو فسق الكفر؛ كقوله سبحانه
وتعالى عن إبليس: ﴿كَانَ مِنَ ٱلۡجِنِّ فَفَسَقَ عَنۡ أَمۡرِ رَبِّهِۦٓۗ﴾ [الكهف: 50].
النوع
الثاني: فسق دون الكفر، كالذين يرتكبون الكبائر من الذنوب دون
الشرك، فهؤلاء فسقة، لكنه فسق لا يُخرج من الدين.
والمراد
بالآية: الفسق الأول، وهو الفسق الكفري المُخرج من الملة؛ لأن
الله قال في مطلع السورة: ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَخۡرَجَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡ أَهۡلِ
ٱلۡكِتَٰبِ﴾ [الحشر: 2] ففِسقهم فسق
كفر.
ثم
قال عز وجل: ﴿وَمَآ
أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡهُمۡ﴾.
الفيء
لغة: الشيء الذي يَرجع ([1]).
والفيء
هنا: هو المال الذي يحصل عليه المسلمون من أموال الكفار بدون
قتال، بأن يحصلوا عليه بمصالحة بينهم وبين الكفار، أو الكفار يتركونه ويَجلون،
فيكون للمسلمين.
وسُمي فيئًا لأنه في الأصل للمسلمين؛ لأن الله خَلَق الدنيا وما فيها للمسلمين، والكفار تبع لهم، ﴿قُلۡ مَنۡ حَرَّمَ زِينَةَ ٱللَّهِ ٱلَّتِيٓ أَخۡرَجَ لِعِبَادِهِۦ وَٱلطَّيِّبَٰتِ مِنَ ٱلرِّزۡقِۚ قُلۡ هِيَ لِلَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي ٱلۡحَيَوٰةِ ٱلدُّنۡيَا خَالِصَةٗ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۗ﴾ [الأعراف: 32].
([1]) انظر: مقاييس اللغة (4/ 435)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (3/ 482)، ولسان العرب (1/ 126)