ثم
قال الله عز وجل: ﴿مَّآ أَفَآءَ ٱللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِۦ مِنۡ أَهۡلِ
ٱلۡقُرَىٰ﴾ [الحشر: 7]، أي: من الفيء
العام، لا من بني النضير فقط.
·
بَيَّن الله عز وجل مصارف الفيء العام، فجعلها
خمسة أسهم:
السهم
الأول: ﴿فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ﴾،
ويُصرف في مصالح المسلمين.
السهم
الثاني: ﴿وَلِذِي
ٱلۡقُرۡبَىٰ﴾، أي: قرابة الرسول صلى الله
عليه وسلم؛ وذلك لأن الله حَرَّم عليهم الصدقات، فأعاضهم الله، فجعل لهم نصيبًا من
الفيء بدلاً من الزكاة.
وقرابته
صلى الله عليه وسلم هم: بنو هاشم، وبنو المطلب، أبناء عمهم؛ لأنهم ما فارقوا
الرسول صلى الله عليه وسلم حتى في أصعب المواقف، فدخلوا معه الشِّعب والحصار،
وصبروا؛ لذلك أشركهم الله مع بني هاشم دون غيرهم من بني عبد مَناف.
السهم
الثالث: ﴿وَٱلۡيَتَٰمَىٰ﴾
جمع يتيم، وهو: مَن مات أبوه وهو دون البلوغ ([1]).
أما مَن بَلَغ فإنه يزول عنه اليتم؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «لاَ يُتْمَ
بَعْدَ احْتِلاَمٍ» ([2])
فهذا اليتيم الذي لم يبلغ الحلم، وليس له مال - يُعْطَى من الفيء.
السهم الرابع: ﴿وَٱلۡمَسَٰكِينِ﴾، وهم: الفقراء من المسلمين. فإذا ذُكِر المسكين دخل فيه الفقير، وإذا ذُكِر الفقير دخل فيه المسكين. وإذا ذُكِرا جميعًا فيراد بالفقراء مَن ليس عندهم شيء. وبالمساكين مَن عندهم
([1]) انظر: مقاييس اللغة (6/ 154)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (5/ 292)، وتاج العروس (40/ 300)).