﴿فَكَانَ عَٰقِبَتَهُمَآ أَنَّهُمَا فِي ٱلنَّارِ
خَٰلِدَيۡنِ فِيهَاۚ﴾ وهو خلود
مؤبد، ليس دخول النار للكافر دخولاً مؤقتًا؛ كالعاصي من المؤمنين يدخل النار
مؤقتًا، ثم يخرج منها، أما الكافر والمشرك والشياطين، فإنهم خالدون مخلدون في
النار.
﴿وَذَٰلِكَ﴾، أي: دخول النار والخلود فيها ﴿جَزَٰٓؤُاْ
ٱلظَّٰلِمِينَ﴾، ليس هذا مقتصرًا على
الشيطان والإنسان اللذين حصل منهما ذلك، بل هذا جزاء الظالمين عمومًا، وهم الذين
كفروا بالله، وأشركوا به، وعَصَوْا أمره، فإنهم ظالمون، إما ظلم الشرك وإما ظلم
النفس، وهذا جزاء الظالمين، أن كل مَن أطاع الشيطان وعصى الرحمن، فإن هذا مآله -
والعياذ بالله -.
والشيطان
يدعو إلى النار، والله عز وجل يدعو إلى الجنة والمغفرة بإذنه ﴿أُوْلَٰٓئِكَ
يَدۡعُونَ إِلَى ٱلنَّارِۖ وَٱللَّهُ يَدۡعُوٓاْ إِلَى ٱلۡجَنَّةِ وَٱلۡمَغۡفِرَةِ
بِإِذۡنِهِۦۖ﴾ [البقرة: 221].
فالمؤمن
يتذكر هذا، ويفرق بين ربه سبحانه وتعالى الذي يريد له الخير ويدعوه إلى الجنة، وبين
الشيطان الذي هو عدو له يدعوه إلى النار.
هذا، وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله
وصحبه أجمعين.
***
الصفحة 10 / 676