×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 الكفر والخديعة والمكر ﴿وَلَهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٞ، ذاقوا وبال أمرهم في الدنيا، ولهم عذاب أليم في الآخرة.

فمَثَل هؤلاء مَثَل مَن قبلهم في الزمان القريب الذي لم يَنْسَوه مع بني قينقاع وبني النضير، فبنو النضير أصابهم ما أصاب بني قينقاع؛ حيث أُجلوا من المدينة، وصارت أموالهم فيئًا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمسلمين، فهذا وبال أمرهم في الدنيا، ولهم في الآخرة عذاب أليم.

وقيل: إن المراد أهل بدر من المشركين، الذين جاءوا بخُيلائهم، وكبريائهم وغطرستهم، وكانت العاقبة أن الله نَصَر المسلمين عليهم، وأخذوا ما معهم من الأموال والسلاح، وأَسَروا منهم مَن أَسَروا، وقَتَلوا زعماءهم، فهذه عاقبة أمر المشركين في بدر.

فهؤلاء عاقبتهم ستكون مثل عاقبة المشركين في بدر، أو مثل عاقبة بني قينقاع وبني النضير في المدينة، لو أنهم يعتبرون ويتعظون.

والمثل الثاني: بالشيطان؛ حيث يأتي الإنسانَ فيأمره بالكفر، ويأمره بالمعصية، ويزين له الكفر والمعاصي والشهوات المحرمة، فإذا أوقعه فيما تبرأ منه وأخذ يلومه!! فهو في الأول يقوده ويُرغبه، فإذا وقع أخذ يُحزنه ويُحسره على ما فَعَل.

قال تعالى: ﴿كَمَثَلِ ٱلشَّيۡطَٰنِ إِذۡ قَالَ لِلۡإِنسَٰنِ ٱكۡفُرۡ فَلَمَّا كَفَرَ، أي: الإنسان، ﴿قَالَ، أي: الشيطان: ﴿إِنِّي بَرِيٓءٞ مِّنكَ إِنِّيٓ أَخَافُ ٱللَّهَ رَبَّ ٱلۡعَٰلَمِينَ، تَبَرَّأ منه. كذلك شأن المنافقين مع اليهود، غروهم وخدعوهم، ثم تبرءوا منهم وتَخَلَّوْا عنهم لما جاءت الأزمة. فهؤلاء مَثَلهم مَثَل الشيطان.


الشرح