ٱلسَّمَٰوَٰتُ ٱلسَّبۡعُ وَٱلۡأَرۡضُ وَمَن فِيهِنَّۚ
وَإِن مِّن شَيۡءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمۡدِهِۦ وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ
تَسۡبِيحَهُمۡۚ﴾ [الإسراء: 44]، فالحصى
والجبال والطير، وكل شيء يُسبِّح بحمد الله عز وجل، وله لغة يعلمها الله سبحانه
وتعالى، أما نحن فلا نفقه هذه الأمور، ﴿وَلَٰكِن لَّا تَفۡقَهُونَ تَسۡبِيحَهُمۡۚ﴾ [الإسراء: 44].
﴿يُسَبِّحُ
لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ﴾،
من الجن والإنس، والحيوانات والأشجار، والأحجار والجبال والرمال، والبحار.
وكل
المخلوقات تسبح الله عز وجل - إلاَّ هذا المشرك الخبيث، فإنه لا يسبح الله، وإنما
يجعل له شريكًا - تعالى الله عن ذلك -. وكذلك المُعطِّل لأسماء الله وصفاته لم
يُسبِّح الله.
﴿وَهُوَ
ٱلۡعَزِيزُ﴾، الذي لا يرام، القوي الذي
لا يُغالَب ولا يُمانَع سبحانه وتعالى.
﴿ٱلۡحَكِيمُ﴾الذي يضع الأشياء في مواضعها اللائقة بها، فلا يضع
العذاب إلاَّ فيمن يستحقه، ولا يضع النعيم إلاَّ فيمن يستحقه، ولا يضع الدِّين
إلاَّ فيمن يستحقه، ولا يضع الكفر والشرك إلاَّ فيمن يستحقه.
ومِن
معاني ﴿ٱلۡحَكِيمُ﴾: المُحْكِم الذي يتقن الأشياء. مِن «أَحْكَمَ الشيءَ»،
أي: أَتْقَنَه ([1])،
فهو يتقن ما خلقه سبحانه وتعالى: ﴿ٱلَّذِيٓ أَحۡسَنَ كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقَهُۥۖ﴾ [السجدة: 7]، ﴿قَالَ رَبُّنَا
ٱلَّذِيٓ أَعۡطَىٰ كُلَّ شَيۡءٍ خَلۡقَهُۥ ثُمَّ هَدَىٰ﴾
[طه: 50]، فهذا من حكمته سبحانه وتعالى.
وبذلك
انتهى تفسير هذه السورة العظيمة.
وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه
أجمعين.
***
([1]) انظر: لسان العرب (12/ 140)، وتاج العروس (31/ 521).
الصفحة 12 / 676