×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿ٱلۡخَٰلِقُ، الذي يُقَدِّر الأشياء. والخَلْق هو: التقدير ([1]).

﴿ٱلۡبَارِئُ، الذي يوجدها وينشئها بعدما يخلقها ويُقَدِّرها.

فالبَرْء وهو الخَلْق يأتي بعد التقدير.

﴿ٱلۡمُصَوِّرُۖ، الذي وَضَع الأشكال على ما هي عليه، الإنسان والحيوان والأشجار والأحجار، كل شيء جَعَل الله له شكلاً خاصًّا به، ولا أحد يستطيع أن يغير هذه الأشكال، فهو المصور سبحانه وتعالى الذي صَوَّر الأشياء على هيئاتها وأشكالها ومقاديرها، لا تبديل لخلق الله.

وأما فِعل المصورين من الخَلْق، فهو محاكاة لما صوره الله، وفي الحديث: «أَشَدُّ النَّاسِ عَذَابًا يَوْمَ القِيَامَةِ الَّذِينَ يُضَاهُونَ بِخَلْقِ اللَّهِ» ([2]).

ثم أَجْمَل سبحانه وتعالى فقال: ﴿لَهُ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰۚ ُ، ذَكَر هذه الأسماء لا لأنها هي الوحيدة لله عز وجل، بل له أسماء حسنى لا يحصيها إلاَّ هو سبحانه وتعالى.

فليست أسماؤه محصورة في هذه الأسماء، وإنما له أسماء كثيرة لا يعلمها إلاَّ هو، وكلها أسماء حسنى؛ لأن كل اسم منها يدل على صفة كمال، وليست أسماء مجردة؛ فلذلك صارت حسنى.

﴿يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ، أي: ينزهه عن الشرك، والنقائص والعيوب. فالمشرك والمُعطِّل للأسماء والصفات - لم يسبحا الله.

﴿يُسَبِّحُ لَهُۥ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۖ، فكل المخلوقات تنزه الله عز وجل عن الشرك، والنقائص والعيوب؛ لأن الله فَطَرها على ذلك، ﴿تُسَبِّحُ لَهُ


الشرح

([1])  انظر: مقاييس اللغة (2/ 213)، والنهاية في غريب الحديث والأثر (2/ 70)، ولسان العرب (10/ 58).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (5954)، ومسلم رقم (2017).