×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 والمتكبرين. فهو الجبار سبحانه وتعالى، الذي له الجبروت والقوة والغَلَبة ([1]).

﴿ٱلۡمُتَكَبِّرُۚ، الذي له الكبرياء والعظمة.

والكبرياء في حق الله مدح ([2])؛ لأنها صفة كبرياء بحق. أما الكبرياء في حق المخلوق فهي ذم؛ لأنه ضعيف ولا يجوز له أن يتكبر. فتَكَبُّر المخلوق لما كان بغير حق صار مذمومًا. أما الكبرياء لله فهي علامة كمال لأنها كبرياء بحق.

ثم خَتَم الآية بقوله سبحانه وتعالى: ﴿سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ [الحشر: 23]، «التسبيح» معناه: التنزيه، أي: تَنَزَّهَ سبحانه وتعالى عما لا يليق به من النقائص والعيوب، ومنها الشرك، فإن الشرك تَنَقُّص لله عز وجل؛ حيث يُسَوَّى المخلوق الضعيف العاجز بالخالق في العبادة، ويُعْدَل بالله سبحانه وتعالى، فهذا تَنَقُّص لله، نَزَّه نفسه عنه.

﴿سُبۡحَٰنَ ٱللَّهِ عَمَّا يُشۡرِكُونَ، من الأصنام والأنداد والأوثان، وسائر المعبودات.

فالعبادة حق لله عز وجل، لا يجوز أن تُعْطَى لغيره، ولا أن يُدْعَى معه أحد، أو يُذْبَح ويُنْذَر لغيره، ولا يجوز أن يُرجى أو يُخاف إلاَّ الله سبحانه وتعالى.

فنَزَّه نفسه عن الشرك؛ لأنه نَقْص عظيم وظُلْم. والظلم هو: وَضْع الشيء في غير موضعه. فالعبادة من المشرك وُضعت في غير موضعها، وهذا أعظم الظلم ﴿إِنَّ ٱلشِّرۡكَ لَظُلۡمٌ عَظِيمٞ [لقمان: 13].


الشرح

([1])  انظر: تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج (1/ 34)، وتفسير أسماء الله الحسنى للسعدي (1/ 176).

([2])  انظر تفسير أسماء الله الحسنى للزجاج (1/ 35)، وتفسير أسماء الله الحسنى للسعدي (1/ 235).