×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 قال الله عز وجل: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ إِذَا جَآءَكُمُ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ مُهَٰجِرَٰتٖ فَٱمۡتَحِنُوهُنَّۖ ٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِإِيمَٰنِهِنَّۖ فَإِنۡ عَلِمۡتُمُوهُنَّ مُؤۡمِنَٰتٖ فَلَا تَرۡجِعُوهُنَّ إِلَى ٱلۡكُفَّارِۖ [الممتحنة: 10].

فيكون معنى «المُمتحَنة»، أي: المرأة. فإنها إذا جاءت مُهاجِرة تاركة زوجها، فإنها تُمتحَن في صحة إيمانها وصِدق قصدها.

وهذه السورة من أولها إلى آخرها في الولاء والبراء. الولاء لأولياء الله، والبراء من أعداء الله. وهناك آيات وأحاديث كثيرة في الولاء والبراء.

والولاء والبراء: أصلان ثابتان من أصول العقيدة، موالاة أولياء الله، ومعاداة أعداء الله. وأوثق عُرَى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله ([1])، فإنما تُنال ولاية الله بذلك.

فالولاء والبراء باب عظيم من أبواب العقيدة!! وهذه السورة وأمثالها تَدْمَغ هؤلاء الذين يحاولون طمس هذا الأصل، ويسمونه كُرْه الآخَر، أو الكراهية. ويصفون مَن يعتقده ويعمل به بأنه متشدد، وإرهابي... إلى غير ذلك.

فالذي يعتقد هذا الأصل العظيم ليس متشددًا ولا إرهابيًّا، وإنما هو مُوحِّد سُني، متمسك بما جاء في الكتاب والسُّنة.

وإذا قالوا فيه: «متشدد» قلنا: وأنتم متساهلون ومضيعون لأصل من أصول عقيدة الإسلام. وعن طريقكم يَدخل العِلمانيون واللبراليون اليوم. وقد قال الله تعالى في الحديث القدسي: «مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ» ([2]) ومَن والَى أهل الإيمان وأبغض الكفار، فهو ولي الله.


الشرح

([1])  أخرجه: أبو داود رقم (4599)، وأحمد رقم (21303)، والطيالسي رقم (376).

([2])  أخرجه: البخاري رقم (6502).