قال
الله سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَتَّخِذُواْ
عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمۡ أَوۡلِيَآءَ﴾
[الممتحنة: 1].
سبب
نزول هذه السورة العظيمة: قصة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه، فقد حصل منه خطأ في
الاجتهاد.
وذلك
أنه لما خَرَج النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه، المهاجرين والأنصار، ومنهم حاطب،
غازين أهل مكة، الذين أخرجوهم من ديارهم وأموالهم وأولادهم، وهم مسيطرون على حرم
الله، يتحكمون فيه، ﴿وَمَا كَانُوٓاْ أَوۡلِيَآءَهُۥٓۚ إِنۡ أَوۡلِيَآؤُهُۥٓ
إِلَّا ٱلۡمُتَّقُونَ وَلَٰكِنَّ أَكۡثَرَهُمۡ لَا يَعۡلَمُونَ﴾ [الأنفال: 34].
خرج
رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان، في السَّنة الثامنة من الهجرة، يريد
فتح مكة المشرفة.
وكان
صلى الله عليه وسلم «إِذَا أَرَادَ غَزْوَةً وَرَّى بِغَيْرِهَا» ([1])،
وكان في هذه الغزوة في غاية السرية؛ لئلا يصل الخبر إلى قريش، فكان صلى الله عليه
وسلم متكتمًا غاية التكتم؛ لأجل أن يفجأ قريشًا قبل أن تستعد للقتال.
وبينما
هم في الطريق، كَتَب حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه - كتابًا إلى أهل مكة بمسير
الرسول صلى الله عليه وسلم إليهم، وأعطاه لامرأة تذهب به.
فنزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم بخبر الكتاب، فأرسل النبي صلى الله عليه وسلم في طلب المرأة - عليًّا وخالد بن الوليد، ومعهما ثالث من الصحابة، وقال: «انْطَلِقُوا حَتَّى تَأْتُوا رَوْضَةَ خَاخٍ ([2])، فَإِنَّ بِهَا ظَعِينَةً، وَمَعَهَا كِتَابٌ فَخُذُوهُ مِنْهَا». يقول عليّ رضي الله عنه: فَانْطَلَقْنَا تَعَادَى بِنَا خَيْلُنَا ([3]) حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى الرَّوْضَةِ، فَإِذَا نَحْنُ بِالظَّعِينَةِ، فَقُلْنَا أَخْرِجِي الكِتَابَ، فَقَالَتْ:
([1]) أخرجه: البخاري رقم (2947)، ومسلم رقم (2769).