الكفار إلى المسلمين،
وأمور المسلمات اللاتي يأتين الكفار من نساء المسلمين.
فيجب
على المسلمين أن يتقوا الله، وأن يَعدلوا ولا يعتدوا في هذه الأحكام، بل ينفذونها
كما أمرهم الله سبحانه وتعالى.
﴿وَٱتَّقُواْ
ٱللَّهَ ٱلَّذِيٓ أَنتُم بِهِۦ مُؤۡمِنُونَ﴾،
فالإيمان بالله يقتضي تقواه سبحانه وتعالى.
وهذا
دليل على: أن الإيمان ليس مجرد الاعتقاد بالقلب، كما يقول
المرجئة. وإنما الإيمان يكون بالاعتقاد، ويكون بالنطق باللسان، ويكون بالعمل. فهذه
أحكام شرعية فِعْلها إيمان بالله سبحانه وتعالى.
ثم
قال سبحانه وتعالى: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيّ﴾،
خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم بعد خطاب المؤمنين في أمر النساء.
وهكذا
يخاطب الله نبينا باسم النبي أو الرسالة ﴿يَاأَيُّهَا
الرَّسُولُ﴾ ولم يقل: يا محمد. فهذا من
إجلال هذا الرسول صلى الله عليه وسلم !! بينما يخاطب الله الأنبياء السابقين
بأسمائهم: ﴿يَعِيسَى﴾. أما هذا النبي صلى الله عليه وسلم، فإن الله لم يخاطبه
باسمه، وإنما يخاطبه باسم النبوة أو باسم الرسالة؛ تكريمًا له صلى الله عليه وسلم.
ولذلك
يقول عز وجل للمؤمنين: ﴿لَّا تَجۡعَلُواْ دُعَآءَ ٱلرَّسُولِ بَيۡنَكُمۡ
كَدُعَآءِ بَعۡضِكُم بَعۡضٗاۚ﴾
[النور: 63]، فلا يقال: يا محمد. وإنما يقال: يا رسول الله، يا نبي الله. هكذا كان
الصحابة رضي الله عنهم يخاطبونه.
وأما قوله عز وجل: ﴿وَءَامَنُواْ بِمَا نُزِّلَ عَلَىٰ مُحَمَّدٖ﴾ [محمد: 2]، وقوله عز وجل: ﴿مُّحَمَّدٞ رَّسُولُ ٱللَّهِۚ﴾ [الفتح: 29]، فهذا من باب الإخبار، لا من باب النداء. ففي باب الإخبار يأتي اسمه صلى الله عليه وسلم، وأما في باب النداء فلا ينادى باسمه، وإنما ينادى بصفته صلى الله عليه وسلم. فهذا من الأدب مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.