﴿إِذَا جَآءَكَ
ٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ يُبَايِعۡنَكَ﴾،
كان المسلمون إذا دخلوا في الإسلام، بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم على السمع
والطاعة، وعلى الجهاد في سبيل الله، وعلى أمور ذُكرت في باب البيعة للرسول صلى
الله عليه وسلم.
والنساء
إذا أسلمن يبايعن مثل ما يبايع الرجال، لكن بيعتهن بالكلام، فالصحابة رضي الله
عنهم كانوا يبايعونه بالمصافحة. أما النساء فإنما كان النبي صلى الله عليه وسلم
يبايعهن بالكلام لا بالمصافحة، وما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة
لا تَحِل له، بل كان يبايع النساء بالكلام.
فلا
يجوز للرجال مصافحة النساء إلاَّ إذا كانت المرأة لا تحل له أو من محارمه. أما أن
تكون أجنبية منه، فلا يحل للرجل أن يصافح المرأة؛ لأن ذلك سبب للفتنة.
وهذا
من آداب المرأة في الإسلام: أنها تبايع بالكلام، ويبايعها
الرسول صلى الله عليه وسلم بالكلام من غير مصافحة.
وكذلك
السلام، إذا أرادت أن تُسلِّم على الرسول، أو تُسلِّم على قريبها، أو تُسلِّم على
أي أحد من المسلمين؛ فلا بأس، لكن بالكلام فقط، ولا مصافحة بين الرجال والنساء
الأجانب، لا في البيعة ولا في السلام، إنما يكون هذا بالكلام.
فليت
المسلمين يَعرفون هذا؛ لأننا نرى مَن يصافح النساء ولا يجد في هذا غضاضة، ولعل ذلك
عن جهل منهم أو مجاملة، وهذا لا يجوز.
﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِذَا جَآءَكَ ٱلۡمُؤۡمِنَٰتُ يُبَايِعۡنَكَ عَلَىٰٓ أَن لَّا يُشۡرِكۡنَ بِٱللَّهِ شَيۡٔٗا﴾ [الممتحنة: 12]، يبايعنك على التوحيد وعدم الشرك، ﴿عَلَىٰٓ أَن لَّا يُشۡرِكۡنَ بِٱللَّهِ شَيۡٔٗا﴾ في عبادته وفي دعائه، وفي أي نوع من أنواع العبادة، لا يشركن مع الله أحدًا في عبادته.