×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

﴿لَا تَتَوَلَّوۡاْ قَوۡمًا غَضِبَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡ، لا بالمحبة ولا بالنصرة، ولا بالثناء عليهم ومدحهم.

﴿قَدۡ يَئِسُواْ مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلۡكُفَّارُ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡقُبُورِ، الكافر ليس له في الآخرة من خَلاَق ولا نصيب، هو آيس من الآخرة؛ لأنه لا يؤمن بالبعث، وليس له في الآخرة إلاَّ النار - والعياذ بالله -، فهو آيس من الجنة.

﴿قَدۡ يَئِسُواْ مِنَ ٱلۡأٓخِرَةِ كَمَا يَئِسَ ٱلۡكُفَّارُ مِنۡ أَصۡحَٰبِ ٱلۡقُبُورِقيل: معناه: أنه قد يئس الكفار الذين غضب الله عليهم في الحياة - كما يئس أمواتهم.

فالكفار الأحياء ما داموا على كفرهم، فإنهم قد يئسوا من الآخرة، إلاَّ أن يتوبوا إلى الله، وإذا ماتوا على الكفر تحقق يأسهم من الآخرة، فالكفار أحياء وأمواتًا يئسوا من الآخرة.

وقيل: معنى الآية: أن الكفار الأحياء يئسوا من موتاهم أن يعودوا إليهم، لا في الدنيا ولا في الآخرة؛ لأنهم لا يؤمنون بالبعث، فيعتبرون الموت نهاية، ولا يرجون أنهم يُبعثون يوم القيامة ويجتمعون معهم في الجنة والنعيم، فهم آيسون من ذلك.

فهذه سورة فيها أحكام عظيمة، كلها من بدايتها إلى نهايتها في الولاء والبراء، وكيف يَتعامل المسلمون مع الكفار، وما هو التعامل الذي يكون ولاء، وما هو التعامل الذي لا يكون ولاء، كل هذا مذكور في هذه السورة العظيمة.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

***


الشرح