وقال الشاعر:
تَأَمَّلْ
فِي نَبَاتِ الأَرْضِ وَانْظُرْ |
|
إِلَى
آثَارِ مَا صَنَعَ المَلِيكُ |
عُيُونٌ
مِنْ لُجَيْنٍ شَاخِصَاتٌ |
|
بِأَحْدَاقٍ
هِيَ الذَّهَبُ السَّبِيكُ |
َ
علَى قُضُبِ الزَّبَرْجَدِ نَاطِقَاتٌ |
|
بِأَنَّ
اللهَ لَيْسَ لَهُ شَرِيكُ |
فجميع
المخلوقات تسبح الله وتنزهه عن الشرك والنقائص والعيوب.
ولا
يزال التسبيح مستمرًّا لله عز وجل من مخلوقاته، في كل لحظة وكل حين وفي كل حالة،
فلا تنفك المخلوقات عن التسبيح لله سبحانه وتعالى.
ثم
قال: ﴿وَهُوَ
ٱلۡعَزِيزُ﴾، أي: القوي الذي لا يرام
سبحانه وتعالى، له العزة والقوة والمَنَعة، فهو: قوي ومنيع، ولا أحد يتغلب عليه
سبحانه وتعالى، بل هو الغالب القاهر.
﴿ٱلۡحَكِيمُ﴾، مع عزته فهو حكيم.
والحكيم
له معنيان:
«حكيم»
بمعنى مُحْكِم، أي: مُتقِن، فهو متقن لمخلوقاته، ﴿ٱلَّذِيٓ
أَحۡسَنَ كُلَّ شَيۡءٍ خَلَقَهُۥۖ﴾
[السجدة: 7].
ومن
معاني ﴿ٱلۡحَكِيمُ﴾: الذي يضع الأشياء في مواضعها. فالله عز وجل وضع كل شيء
في موضعه اللائق به، فلا يُستدرك على الله عز وجل شيء، ولا تُدرِك العقول أسرار
خلقه سبحانه وتعالى، ولا تحيط العقول بمخلوقاته وحكمته سبحانه وتعالى.
ثم نادى الله سبحانه وتعالى المؤمنين فقال: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾، آمنوا بقلوبهم، ونطقوا بألسنتهم، وعَمِلوا بجوارحهم. هذا هو الإيمان في الشريعة: قول باللسان، واعتقاد بالجَنان، وعمل بالأركان، يَزيد بالطاعة، ويَنقص بالعصيان.