×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

فلم يَحملهم على هذا التكذيب مبرر إلاَّ أنهم يُدْعَون إلى الإسلام، فهل الذي جاء بالإسلام الذي جاءت به الرسل ساحر؟ هل الإسلام سحر؟ فهذا يَنجرّ على جميع الأنبياء والمرسلين وعلى جميع الكتب؛ لأن القرآن واحد من كتب الله، بل هو أعظمها!! فإن كان القرآن سحرًا، فجميع الكتب الإلهية تكون سحرًا؛ لأنها كلها من عند الله، وكلها متفقة على دعوة واحدة، وعلى دين واحد، هو: الإسلام وإخلاص العبادة لله عز وجل.

﴿وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ، حَكَم سبحانه وتعالى بأنه لا يَهدي مَن تَكَبَّر عن الحق وظَلَم وجار وحسد؛ عقوبة له.

فقوله: ﴿ٱلۡقَوۡمَ ٱلظَّٰلِمِينَ، سبب لقوله: ﴿وَٱللَّهُ لَا يَهۡدِي، الله عز وجل يهدي مَن يريد الحق، لكنه لا يهدي مَن تمرد عن الحق ولم يقبله.

ثم قال سبحانه وتعالى مبينًا مقصودهم بهذا الكلام: ﴿يُرِيدُونَ لِيُطۡفِ‍ُٔواْ نُورَ ٱللَّهِ بِأَفۡوَٰهِهِمۡ، أي: أن قولهم: ﴿هَٰذَا سِحۡرٞ مُّبِينٞ، وهم يعلمون أنه حق وليس بسحر - إنما يحاولون به أن يطفئوا نور الله الذي أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم، وهو القرآن.

فالقرآن نور؛ لأنه هداية للخلق وتفصيل للناس، وتوضيح للحق، ورَدٌّ للباطل، فهو نور.

فالنور يكون حسيًّا، ويكون معنويًّا، فالقرآن نور معنوي؛ لأنه يدل الناس على الطريق الصحيح، ويخرجهم من الظلمات إلى النور.

وهم يريدون أن يطفئوا هذا النور، وأن يقضوا على القرآن بأفواههم، فمَثَلهم كمَثَل الذي ينفخ على الشمس أو على القمر، ليطفئ الشمس أو القمر، وهذا مستحيل!!


الشرح