ولهذا
قال: ﴿وَٱللَّهُ
مُتِمُّ نُورِهِۦ﴾، فهذه
الأفاعيل لا تضر القرآن، ورسول القرآن، وهذه الأمة. فالرسول نور وسراج منير،
والقرآن نور، ولا أحد يستطيع أن يطفئ هذا النور مهما فعل؛ لأنه نور الله حيث أضافه
إليه. أما لو كان نورًا لمخلوق لأمكن أن يُطفأ.
والله
لا يغلبه أحد، ولا يَقدر أن يطفئ نوره أحد، ولو حاولوا أن يقطعوه فإن الله سيُتمه
ويوصله، ويمده، ولا أحد يستطيع أن يقف في طريقه أو أن يخفيه أو أن يتغلب عليه؛ لأن
الله وَعَد بإتمامه وإكماله.
والله
لا يخلف وعده، فقد تحقق وعد الله، وأتم هذا النور الذي جاء به محمد صلى الله عليه
وسلم، فبَلَغ المشارق والمغارب، ولا يَزال - والحمد لله - يتجدد ويظهر.
وهو
محفوظ بحفظ الله، لا يُبدَّل ولا يُغيَّر ولا يُحرَّف، بل هو باقٍ كما أنزله الله
على رسوله صلى الله عليه وسلم؛ لأن الله تَعَهَّد بحفظه، فقال: ﴿إِنَّا نَحۡنُ
نَزَّلۡنَا ٱلذِّكۡرَ وَإِنَّا لَهُۥ لَحَٰفِظُونَ﴾
[الحجر: 9].
﴿وَلَوۡ كَرِهَ
ٱلۡكَٰفِرُونَ﴾، ظهورَه.
فكراهتهم
له لا تمنع إتمامه وظهوره، مهما حاولوا وكادوا، فهم ما تركوا شيئًا، ولا أَبْقَوْا
ممكنًا للقيام في وجه هذا القرآن وهذه الرسالة المحمدية، ولكن - والحمد لله - لم
يحصلوا على مقصودهم.
فالإسلام
ظاهر، والقرآن - ولله الحمد - يعلو صوته، ويَبلغ المشارق والمغارب، ولا أحد يستطيع
أن يمنعه. ويسمعه العالَم من خلال وسائل الإعلام.
وذلك لأنه ﴿هُوَ ٱلَّذِيٓ أَرۡسَلَ رَسُولَهُۥ﴾، الله عز وجل هو الذي أرسل رسوله. والرسول ما جاء من عند نفسه، وما أرسله أحد غير الله سبحانه وتعالى.