وما
دام أن الله هو الذي أرسله، فلن يستطيع أحد أن يمنع ما جاء به، أو يقف في طريق
الدعوة إليه، مهما حاول!!
﴿بِٱلۡهُدَىٰ﴾، والهدى هو: العلم النافع، ﴿وَدِينِ
ٱلۡحَقِّ﴾، هو: العمل الصالح ([1]).
فهذا
الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بهذين الأمرين: بالعلم النافع، والعمل الصالح. وهما
قرينان، لا يفترقان أبدًا، فلا ينفع العلم بدون عمل، ولا ينفع العمل بدون علم، بل
لابد من العلم والعمل.
ثم
قال عز وجل: ﴿لِيُظۡهِرَهُۥ
عَلَى ٱلدِّينِ كُلِّهِۦ﴾،
أي: ليعلو دين محمد صلى الله عليه وسلم على سائر الأديان!!
وها
هو الإسلام - ولله الحمد - ظاهر على جميع الأديان، ظهر بالجهاد، وظهر بالدعوة إلى
الله، وظهر بالتعليم ونشر العلم.
﴿وَلَوۡ كَرِهَ
ٱلۡمُشۡرِكُونَ﴾، ظهورَه.
فالمشركون
يكرهون هذا الدين. وبمقتضى كراهتهم له يبذلون الغالي والرخيص لمنع هذا الإسلام من
الانتشار، والقضاء عليه. ولكن لم يزده ذلك إلاَّ ظهورًا ووضوحًا - ولله الحمد -
رغم كثرة الأعداء والمعارضين والمبغضين له، ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
حتى الذين عَادَوا الرسول، وعَادَوا القرآن في مكة، في آخر الأمر هداهم الله وحَمَلوا هذا الدين ونشروه!! بعدما كانوا معارضين له، فصاروا دعاة إليه ومجاهدين في سبيله؛ لأنه حق، والحق يعلو ولا يعلى عليه.
([1]) انظر: تفسير الطبري (22/ 260)، وتفسير ابن كثير (4/ 120).