×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

عَنْ عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عنه، أَنَّهُ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ ابْنُ سَلُولَ، دُعِيَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَبْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَتُصَلِّي عَلَى ابْنِ أُبَيٍّ، وَقَدْ قَالَ يَوْمَ كَذَا: كَذَا وَكَذَا، قَالَ: أُعَدِّدُ عَلَيْهِ قَوْلَهُ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: «أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ» فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ: «إِنِّي خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ، لَوْ أَعْلَمُ أَنِّي إِنْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ يُغْفَرْ لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا» ([1]). من شدة حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته.

﴿لَن يَغۡفِرَ ٱللَّهُ لَهُمۡۚ، والسبب: ﴿إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَهۡدِي ٱلۡقَوۡمَ ٱلۡفَٰسِقِينَ [المنافقون: 6]، أي: الخارجين عن طاعة الله. والمنافقون خارجون عن طاعة الله عز وجل، فَهُم فاسقون فسقًا أكبر.

وهكذا مَن عَرَف الحق ولم يقبله، فإنه يعاقب بحرمانه، قال تعالى: ﴿وَنُقَلِّبُ أَفۡ‍ِٔدَتَهُمۡ وَأَبۡصَٰرَهُمۡ كَمَا لَمۡ يُؤۡمِنُواْ بِهِۦٓ أَوَّلَ مَرَّةٖ وَنَذَرُهُمۡ فِي طُغۡيَٰنِهِمۡ يَعۡمَهُونَ [الأنعام: 110].

فالله عز وجل لا يهدي المنافقين؛ لأنهم عَرَفوا الحق ورفضوه عن معرفة، فعاقبهم الله بحرمانهم من الهداية.

والهداية إنما تكون لمن يطلبها ويحبها، فهذا هو الذي يهديه الله. وأما الذي يُعْرِض عنها ويرفضها ولا يقبلها، فإن الله يحرمه منها عقوبةً له.

نسأل الله العافية من النفاق والشقاق وسوء الأخلاق.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

***


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (1366).