×
ما تيسر وتحصل من دروس القرآن في حزب المفصل الجزء الأول

 عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عز وجل لَيَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ، مَا لَمْ يُغَرْغِرْ» ([1])، أي: تَبلغ رُوحه الغرغرة.

ثم قال: ﴿وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ، من خير أو شر. فلا تَظن أن ما عملته سيغيب ولا تراه، أو يُنسى ولا تُوافَى به.

﴿وَٱللَّهُ خَبِيرُۢ بِمَا تَعۡمَلُونَ، قليلاً كان أو كثيرًا، صالحًا كان أو فاسدًا، كُلٌّ يَحضر عندك، والله عز وجل لا ينساه.

هذا ما وَجَّه الله إليه عباده المؤمنين، ما داموا على قيد الحياة، وأن لا يكونوا كالمنافقين الذين ضيعوا حياتهم في الكفر والنفاق والغُرور.

وهذه سُنة الله عز وجل في القرآن، أن يَذكر آيات الوعد وآيات الوعيد، ويَذكر التخويف ويَذكر الترغيب، هذا إلى جانب هذا؛ لأن الإنسان إذا سمع التخويف وحده ربما ييأس، أو إذا سمع الترغيب وحده ربما يطمع ويغتر بالوعد.

فالله يَجمع بينهما لكي يكون المؤمن بين الخوف والرجاء، لا يرجو رجاء يأمن معه من مكر الله وغضبه، ولا يخاف خوفًا يَقنط معه وييأس من رحمة الله، بل يكون بين الخوف والرجاء.

وصَلَّى الله وسَلَّم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه أجمعين.

***


الشرح

([1])  أخرجه: الترمذي رقم (3537)، وابن ماجه رقم (4253)، وأحمد رقم (6160)، وابن حبان رقم (628).